ارشيف من : 2005-2008

بريد القراء

بريد القراء

الانتقاد/ بريد القراء ـ العدد 1139ـ 9/12/2005‏

من عيونكم تشرق الشمس‏

مهداة إلى شهداء ذكرى الاستقلال‏

أنشدت جراحكم أعراس حرية، وغنّيت دماءكم ألحان انتصار.. من عيونكم تشرق الشمس، ولهاماتكم تنحني الجبال، ولأسمائكم تتطرز قصائد الجنوب وتتنادى لهفة الأشواق.‏

أكتب إليكم كلماتي بخيوط سحبت من قلبي، وأرسل إليكم رسالتي مع كل طائر مهاجر وعند كل مغيب، أتوسل إلى الشمس أن توصلها إليكم..‏

ها هي أسماؤكم تشرق بين حنايا الدجى معانقة السماء، وكأنها تخط في صفحاتها كلمات حرية.‏

ها هو وطني يصرخ.. البارحة كان تاريخ الجراح الوردية، واليوم أشرقت الشمس لتقبِّل تراب نعوشكم الطاهرة رسالة مجد وفخر.‏

أيها الشهداء.. أيها العاشقون لنهج الحسين(ع)..‏

هذا الجبل الجنوبي يعلو فيكم.. وهذه وحشة الآفاق تناجيكم أيها الشهداء... نقسم بنور جراحكم أننا سنظل في ارض الجنوب أعزة..‏

أيها الشهداء.. أنتم البقاء عند مقارعة الفناء..‏

أيها الشهداء...‏

سلامٌ عليكم ما نبض عرق بالحياة.‏

سلامٌ عليكم ما بزغ فجر وصلى عبد لمولاه.‏

سلامٌ عليكم ما غرّد طائر وحلّق في سماه.‏

سارة حسن ملك ـ بيروت‏

وصية شهيد‏

أماه امسحي الدموع‏

أماه، أبقي رأسك مرفوعاً‏

أماه، لا لم أذهبْ سريعاً‏

لقد كنت لدعوة الحقّ سميعاً‏

وشرفُ الحرِّ دائماً يكون رفيعاً‏

دمي الورد أزهر فيه ربيعاً‏

ووطني به أصبح حصناً منيعاً‏

أماه، ما دام كفي للبندقية جامعاً‏

سيبقى علمُ بلادي رافعاً‏

أماه، هذا الحسين بكربلاء صريعاً‏

وأبو الفضل العباس أكفه مقطوعة‏

أماه، بوصية أبي ياسر لن أضيع‏

وبعد الله غير القائد نصر الله لن أطيع‏

أماه ها أنا لبيتُ النداء مبايعاً‏

ناصراً للحسين وللحقّ تابعاً‏

لن أرضى غير الجهاد طريقاً فهو في قلبي قد نبعا‏

بتول عاطف السيد ـ الجنوب‏

"عجباً.. عجباً"‏

إن كل ما يجري ويدور من أحداث على الساحة اللبنانية ما هو إلاّ جزء وامتداد حقيقي للصراع بين المشروع الأميركي المرسوم والمخطط له في لبنان والمنطقة وبين مشروع الدولة المقاومة الممانعة لهذا المشروع المعادي والطامع المستهدف للأرض والهوية والمعتقد ولثقافة وحضارة وثروات أمتنا.‏

وتبقى المقاومة بنهجها وثقافتها وسلاحها حاجة ومطلباً حتى زوال هذا الخطر القائم، وتبقى المقاومة بكل أبعادها السياسية والفكرية والاجتماعية والعسكرية هي الخيار الوحيد للدفاع عن لبنان كل لبنان بجميع طوائفه ومذاهبه ومشاربه الفكرية وتلاوينه الحزبية.‏

فكيف نطالب بالسيادة والحرية ونحن نسعى إلى سلام مع عدو لا يريدنا إلاّ عبيداً ويصنّفنا دون مستوى البشر في أدبياته ومنطلقاته؟ هذا العدو الذي لا يخفي أطماعه ومشاريعه التوسعية في منطقتنا، كيف نطمئن إلى عدو صرّح وبادر لشن حرب صليبية جديدة علينا تحت شعار نشر الديمقراطية بالقتل والتدمير وسفك الدماء وممارسة أبشع أنواع التعذيب في غياهب سجونه؟‏

عجباً.. عجباً.. كيف أضاعوا البوصلة وفقدوا الهوية لمجرد شعورهم بأن متغيراً ما يحدث.‏

عجباً.. عجباً من الذين يكتبون وينطقون بالعربية بينما عقولهم ومشاعرهم غريبة الميول والهوى.‏

عجباً.. عجباً.. كيف وصلت بهم أوهامهم وعمى بصيرتهم إلى حدود الوقاحة والتآمر.‏

نعم، إن المقاومة بحاجة إلى التفاف وطني جامع حول مشروعها.‏

نعم، إن المقاومة بحاجة إلى دعم ومساندة وتأييد حقيقي بالقول والفعل.‏

نعم، إن المقاومة لا تحب اللون الرمادي إلاّ عندما ينبعث من دخان قذائفها على جبهة المواجهة مع العدو.‏

ومهما حاولتم لن تنجحوا بإحراجها لإخراجها عن كونها حالة وطنية شاملة تسعى للاستقرار الداخلي في ظل سيادة حقيقية واستقلال كامل.‏

عهداً لدماء الشهداء الزاكي وسيراً على خطى المقاومة.‏

لن نخضع.. لن نستسلم.. لن نركع.‏

لن نتأمرك.. لن نتصهين.. نحن.. للعزة منبع.‏

رلى عامر ـ صيدا‏

سفارات الحرية‏

تحققَ استقلال فئة برحيل فئة أخرى، وتحررت آراء فئة باستيراد آرائها من سفارات الحرية المزعومة. إنها معادلة الاستقلال الجديد، استقلال عن الاستقلال المعهود.‏

من هو عدوهم؟.. ومن هو صديقهم؟.. أسئلة أجوبتها في سفارات الحرية المزعومة، التي تدعوهم إلى نزع ثياب وطنهم وتركه عارياً بحجة حرارة الحرية الجديدة.‏

يتناسون من ينتهك جوهم وبرهم وبحرهم، ويدّعون السيادة، ولا يميزون بين الشهيد والقتيل، ويقرون باحتلال مزارع شبعا من قبل مخلوقات فضائية، ويدّعون الحرية.‏

ماذا يريدون من هذا؟ استهبالنا، أم الاستخفاف بعقولنا!، ألا يعلمون بأن شعبنا ميّز وسيميّز ما بين حريتهم المصنوعة في الغرب والحرية المصنوعة بدم الشهداء.‏

إنهم واهمون، إنهم المستهبلون من قبل سفارات الحرية المزعومة.‏

محمد علي رسلان‏

فوارس المقاومة والكلام‏

مرّة أخرى تلقّن المقاومة الإسلامية وفوارسها، العدو الصهيوني درساً حيدرياً من دروس العزّة والفداء.. درساً مهرته بعطر بركات الشهادة والدماء.. قدمته مهراً للوطن في يوم الاستقلال عن الفرنسي فجادت بأربعة من فوارسها الأبطال.‏

مرّة أخرى تتجلّى المقاومة بفوارسها وسلاحها حاجةً وطنية أساسية، وتتسامى درعاً للوطن وردعاً لعتوّه، فأين دور ما يُسمّى زوراً بمجلس الأمن الدولي في لجم عدوان الصهاينة، وأين دبلوماسية دبلوماسيتها الفذّ "لارسن" المطالب دوماً بنزع سلاح المقاومة، في ردع الخطر والعدوان؟ أين مرونته السياسية اللطيفة وحنكته في درء الاعتداء؟‏

فيا حبذا لو يتحفنا بعض اللبنانيين الذين هان في عيونهم دور المقاومة وسلاحها، ويبدون لنا خطتهم لوأد عدوان الإسرائيلي؟ أهي قائمة على صفرة وجوههم الغارقة إلى الأذقان في استدرار العطف والتذلل على أبواب فرعونهم في البيت الأسود؟ أهكذا تسترد السيادة ويحمى الوطن بنظرهم؟ ألا ساء ما يحكمون.. ونعم العاقل المنتصر!! ألم يتذوقوا ثمار ما قدمت لهم ديمقراطية سيدهم في البيت المشؤوم للعراق وشعبه؟ أفغير هذا ينتظرون؟؟؟‏

فإلى هؤلاء نقول:‏

راهنوا على ما شئتم، على أساطين الجبابرة وسلاطينهم، راهنوا على ما شئتم من زبد الضلالة والفساد فلن يفت رهانكم في عزيمتنا، ولن يُثننا عن خيارنا الأبدي على المقاومة وفوارسها، ففي رهانكم ذلّ وعبودية وفي رهاننا على مقاومتنا حرية واستقلال، ولن نضنّ عليها بالدم والشباب والأطفال!‏

ندى زين الدين‏

2006-10-30