ارشيف من : 2005-2008
بريد القراء 1141
الإعلام اللبناني بين العروبة والناطقة بالعربية
من أجل انقاذ الواقع الإعلامي من جرائم الإرهاب الفكري للعبور به الى مجتمع مبني على أسس سليمة، كان لا بد من التزام العقلانية والموضوعية ضد وسائل التدمير والتطرف التي تنتهجها بعض المحطات الإعلامية اللبنانية، في معالجتها وطرحها للواقع اللبناني ونشاطاته!
ففي الواقع، وبعد قيام رجال المقاومة بممارسة واجبهم الجهادي ضد المحتل الصهيوني خدمة للوطن والسيادة والحرية والاستقلال، تعاطى بعض الإعلام مع العملية بطريقة فيها الكثير من التشويه.. وعليه فالشهيد ـ القتيل على حد تعبيرهم ـ يعجز أي قلم أو مفردة عن اعطائه حقه كاملاً أو وصف حجم تضحياته، تقوم بعض محطاتنا الإعلامية المشبوهة بالتقليل من شأن تضحياته، بل نصل الى حد تصويره كمشكلة وعبء على المجتمع، (وهذا ليس بغريب في ظل نقاش حول احدى أبرز نقاط القوة في المجتمع اللبناني المتمثل بسلاح المقاومة).
لهؤلاء نقول: كفاكم إرهاباً وتطرفاً، ونذكرهم بأن سياستهم هي التي ساهمت في جعل التاريخ اللبناني مقبرة وساحة للرعب، في وقت كتب هؤلاء بدمائهم ملاحم البطولة لهذا البلد منذ عام 1982 وصولاً الى أيار 2000.. والنصر التاريخي.
وما قامت به بعض وسائل الإعلام يذكرنا بالتجربة الأميركية في توظيف الإعلام الذي يعتمد على خطاب "أيديولوجي" من نوع آخر، ذلك الإعلام الذي يتحدث مباشرة الى "دعاة" حقوق الإنسان و"مروّجي" الديمقراطية، والذي يفرض حتمية التصديق وطواعية القبول والتسليم السلبي والاستجابة للإقناع المفروض تحت سوط التكرار المتواصل.
ولعل "اسرائيل" وخلفها اميركا تعلم أن الإعلام بالنيابة، مثل الحرب بالنيابة، يؤدي بها الى النفاذ نحو العالم العربي بوسائل غير مباشرة، فأصبحنا أمام نمط جديد يتقدم نحو ساحة الواقع ليحمل وجهة النظر الرسمية المعادية.
فعندما تدخل الحكومة الاميركية طرفاً مباشراً في انتاج وتسويق الإعلام، وعندما تجري صناعة آلة حرب اعلامية للدفاع عن الاحتلال والهيمنة العسكرية خارج الحدود القومية، وعندما يحتل التنجيم الساحة الإعلامية، وعندما يصبح الإعلام وسيلة لقراءة الحظ صباحاً وتحليل الشخصية مساءً، وبعدما أصبح الستار والسوبر ستار هو النموذج الذي يجعل من اللبنانيين والعرب ستارات تُبنى عليها الهزائم.. عندها لا نستغرب أن لا يصبح للشهيد والشهادة أي مكانة لديهم، حينذاك لا مجال للكلام عن الاستقلال، بل نحن أمام احتلال.. احتلال اعلامي أخطر من الاحتلال العسكري.
احتلال من نوع آخر..
واللبيب من يفهم..
علي طالب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحالف حركة أمل وحزب الله في دائرة الاستهداف!
في ظل موجة التحالفات السياسية والانتخابية القائمة في البلاد، يكثر الحديث عن مدى جدية وفاعلية هذه التحالفات وقدرتها على الاستمرار دون ان تتعرض لاهتزازات سياسية جراء التغيرات المتسارعة اقليمياً ومحلياً. ومن أبرز التحالفات القائمة في البلاد تحالف حركة أمل وحزب الله، هذا التحالف القديم الجديد نراه اليوم أكثر قوة وأكثر تحصيناً، حيث انه تخطى العامل الانتخابي وتقاطع المصالح، ما يجعله عرضة لموجة من الضغوط والاستهداف من الداخل والخارج بشكل خاص. وهنا يبرز تعامل بعض قوى الداخل مع هذا التحالف على أنه خطر يهدد مصالح التيارات والقوى الأخرى. وفي هذا الخصوص تعرض هذا التحالف لضغوط شتى وبأوجه مختلفة طالته بشكل مباشر، وهذا الاستهداف بدأ يعتبر أنه تحالف يختصر قرار طائفة بكاملها.. وتارة أخرى بأنه يستأثر بخصوصية المناطق التي يوجد بها، وصولاً الى وصف العديد من الشخصيات السياسية.. ان هذا التحالف يتصرف على أنه البديل عن الوجود السوري، وهذا الوصف لا يمكن ادراجه في سياق خطاب اعلامي أو ما شابه ذلك، لأنه يحمل في طياته رائحة دولية، خاصة دول الوصاية التي دأبت في وقت سابق على استعمال هذا الوصف. والدليل على ذلك تصريح مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد ساترفيلد، أن أحزاباً لها علاقات خارجية خصوصاً مع سوريا وإيران لا يحق لها التدخل في القرار اللبناني.. وقصد بهذا الوصف تحالف حزب الله وحركة أمل دون تسميتهما، ما يبين النيات المبيتة في الضغط المستمر على هذا التحالف.
ولعل عودة بعض الأبواق المحلية المطعمة بتعليمات خارجية لاستهداف هذا التحالف سببها أن هذا التحالف تجنب الوقوع في المطبات والأفخاخ السياسية التي نصبت له، واستطاع ان يشكل جبهة محصنة سياسياً مكنته من مواجهة الخطر الدولي المتمثل بالقرار 1559 وتخطي الخطر السياسي الداخلي الذي برز بعد الانسحاب السوري واهتزاز الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، ما وضع لبنان تحت مجهر الوصاية الدولية.. واليوم عندما استطاع هذا التحالف تخطي هذه الأفخاخ، تحاول قنوات دولية ان تستعمل بعض القنوات الداخلية المعروفة لمعاودة استهداف هذا التحالف.
لا يمكن القول هنا ان الحديث عن استهداف هذا التحالف هو مجرد تحليل او توقع، بل هناك حيثيات كبيرة خلف هذا الاستهداف الدولي عبر أدوات داخلية، ويمكن لنا ان نأخذ على محمل الجد مسألة انتخاب الرئيس نبيه بري وما رافقها من ممانعة دولية وصلت الى اعلان احد ممثلي دول الوصاية جهاراً عن رفضه اعادة انتخاب الرئيس بري لولاية رابعة.. والأمر الثاني هو في تشكيل الحكومة ووضع فيتو على وزراء وحقائب تخص هذا التحالف.
عباس العلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوطنية الجوفاء
عندما نتحدث عن الوطن والوطنية تترامى أمام أعيننا وقلوبنا عبارة "كلنا للوطن"، فهل هي فعلاً نابعة من صميم حب الوطن وبذل ما نملك في سبيل عزته ومجده ومنعته في وجه كل طواغيت العصر.
حتماً انها كلمة كاذبة، فليس الجميع للوطن، وهذا يظهر جلياً يومياً، فكل واحد يغني على هواه.. فأحياناً يكون الهوى لبنانياً ـ عربياً، وأحياناً أميركياً أو فرنسياً أو صهيونياً بالمطلق.
أما من جانبنا فنقول: لبنان هو وطننا واللبنانيون أهلنا وشعبنا، ونريد أن نحميه ونبنيه مهما كلف الأمر من تضحيات غالية. ومن ناحية ثانية ذلك الفريق الذي يؤيد الـ1559 ويتلوى كالأفعى من نار وزراء المقاومة (الخمسة) في الحكومة اللبنانية، ففي رأيهم ان الشيعة هم خوارج عن لبنان يجب عزلهم وتهميشهم.. وحول من اعتبر ان كلام سماحة السيد حسن نصر الله خلال تأبين شهداء الاستقلال موجه الى مجموعة معينة (كل مين تحت باطو مسلة بتنعرو).
تحية الى رجالات الاستقلال الحقيقيين، فكم نحتاج اليوم الى أمثال الامام الصدر والسيد عباس الموسوي.
محمد مشيك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وطني أضاء الكون باستقلاله
وطني أضاء الكون باستقلاله
واستقطب الدنيا بسر جماله
وطن الثقافة والحضارة والنهى
لغة التخاطب في عظيم مقاله
قد باركته يد السماء بسحرها
فغدا أمير الحسن في أمثاله
لبنان ما لبنان إلا جنة
جمعت عطور الكون في عرزاله
فإذا نظرت الى نضارة أرزه
فتخاله الفيروز فوق تلاله
وإذا نظرت الى جمال ربوعه
فيها تراه محدّثاً عن حاله
وطن الجمال اذا نظرت رأيته
بالحُسن منفرداً بكل خصاله
فالخير كل الخير في أنهاره
والشهد كل الشهد في شلاله
الدر والياقوت في حصائه
والتبر والمرجان في صلصاله
والأرزة الخضراء زاهية على
علم تلوّن من دماء رجاله
والنجمة الغراء من عليائها
نزلت لكي ترتاح تحت ظلاله
الشمس تشرق من صخور جنوبه
والبدر يطلع من جبين شماله
قد زين الضحى بخمسة أحرف
رسمت على المريخ عصر نضاله
فالطرحة السمراء فوق جروده
والطرحة البيضاء فوق جباله
أنسيت أن الشمس قبل مغيبها
صبغت أشعتها بلون رماله
لن يعرف الإبداع يوماً شاعر
ما لم يكن لبنان نسج خياله
وطن الكرامة والإبا جمع الورى
بالحب بين صليبه وهلاله
قد أرقص الفصحى على أوتاره
فزها صباح الشرق في موّاله
وطني الصغير بأرضه وسمائه
قد حيّر الدنيا بوسع مجاله
سل عنه ماضيه الذي لا ينتهي
ينبيك حاضره عن استبساله
قد لوّن العلم العظيم بريشة
رشفت دم الأبطال من أوصاله
ما زال حتى اليوم في أمجاده
يتحدث التاريخ عن أبطاله
حتى غدا في الشرق رائده الذي
تتصارع الأقطار لاستقباله
مدّ اسمه لبنان كان ولم يزل
قلب العروبة نابضاً بنضاله
لبنان قلب الشرق لا عجباً اذا
بكت السماء على بكا أطفاله
فإذا استقل فما استقل لوحده
فقد استقل الشرق باستقلاله
هو موطني وأنا فدائي له
أحمي حماه أذود عن أجياله
وطني اذا ارتاح الزمان بقلبه
يرتاح قلبي بعد راحة باله
ما دام حزب الله صانع مجده
فلسوف يبقى شامخاً بكماله
خليل عجمي
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018