ارشيف من : 2005-2008

بريد القراء

بريد القراء

الغربة والحنين؟‏

قد يكون للهجرة نفع مادي ينعكس على المغترب وعلى ذويه ومجتمعه، فهي من هذا القبيل عنصر توازن اقتصادي، وقد تكون ذات مردود ثقافي حضاري، إذ هي عنصر تأثر وتأثير، ولكنها في الأحوال كلها، وفي خواتيمها الحتمية، تطرح مشكلة ينبغي التفكير فيها بعمق وروية، انها مشكلة اقتلاع الانسان من أرضه، وبمقدار ما يكابد المرء من انتقاله القسري، تشتد في نفسه وطأة المرارة، وتفيض من أعماقه ألوان التبرّم والاشتياق.‏

مشاعر الحنين هذه، عاطفة مخلصة تُداخل النفس في كل زمان ومكان، فإذا كانت بحبوحة الموسرين تخفف معاناتهم، فخيبة المملقين تضاعف لوعتهم، ويقول الامام علي(ع) "لو كان الفقر رجلاً لقتلته".‏

أليسار بجيجي‏

نحنا مين وأنتو مين؟‏

مستوحاة من كلمة السيد حسن نصر الله أنت مين؟ ومين أنت؟‏

العروق عم تغلي والدم عم بيفور‏

منقول بالعالي وبالصوت الجهور‏

مين انتو؟‏

مين انتو تتزايدوا علينا‏

مين انتو تتزايدوا علينا‏

منعرف بعضنا وزغير حيّنا‏

قولوا‏

قولوا مين فينا اللي خان ارضو‏

مين اللي عطا الاعدا تيرضوا‏

مين اللي باع الأرزة ونسي عرضو‏

مين انتو‏

منقول بالعالي وبالصوت الجهور‏

نحنا شجاعة وشرف والقلب الجسور‏

نحنا‏

الشب بيقاتل.. الشيخ بيناضل‏

الأم بتربي.. والطفل بيثور‏

مين أنتو تتزايدوا علينا‏

ما الأرزة اختنا ولبنان بيّنا‏

متل سواقي الخير منمشي بين البيوت‏

لا أرض تعطش ولا عرق اخضر يموت‏

ما في داعي ندق عالقلب تنفوت‏

نحنا بضمير الناس‏

نحنا عحدود الوطن‏

نحنا بقلب بيروت‏

نحنا بكل لبنان بذور لخير ما بتموت‏

مين انتو تتزايدوا علينا‏

شمسنا شارقة وبكل الدني ضيّنا‏

نحن راية حرب عحدود الوطن مرفوعة‏

نحنا عين سهرانة ما بتنام تتوعى‏

نحنا حجار من لبنان بسور القدس مزروعة‏

نحنا "الله اكبر" بكل الكون مسموعة‏

نحنا حزب الله‏

والنصر من الله‏

من الموت ما منهاب‏

قولوا لا والله‏

لا والله‏

لا والله‏

زينب فايز راضي‏

فلسفة الحج‏

قال سبحانه وتعالى: "ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين".‏

يهل الشهر الأخير من السنة الهجرية معلناً بداية الامتحان الأخير الذي سيؤديه طالب الآخرة، الممتحَن هو المستطيع سبيلاً، والامتحان عبارة عن مجموعة من الأسئلة، أولها وأسهلها هو كيفية التوجه الى أشرف بقاع الأرض، الى الحرم الشريف، وارتداء الثوب الأبيض وتلبية النداء الالهي، وانتهاءً بالعمل على إلباس القلب لوناً أبيض بعد أن ألبسته الأيام ألواناً قاتمة، وهذا الأخير هو اجابة عن أصعب الأسئلة، وبعد تأدية الامتحان يكون هناك محطة بين نهاية العام المودّع وبداية العام المقبل، وهذه المحطة عبارة عن محيط مائي يفصل بين العامين، ومن يريد أن يسجل للعام الجديد عليه ان يلتحق بسفينة تسير خلال العشر الأوائل من شهر محرم، وهي السبيل الوحيد للانتقال الى السنة الجديدة والا فسوف يرسب ويبقى مكانه، أو يغرق في المحيط، وجواز السفر للرحلة في السفينة هو البكاء على الحسين (ع) وإحياء مجالسه.‏

عن الرسول (ص): "ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك".‏

زينب سليم‏

نحن آباء السيادة‏

ان الأغلبية المحتكرة تتعامل مع الطائفة الاسلامية الشيعية كأن الوطنية بها حُصرت وبنا حُوصرت، فهم مع المقاومة وضدها ولا شأن لهم بها في آن واحد.‏

يخيّرون وزراء طائفتنا بين الاستعباد أو الاستبعاد، فإما أن ننحني وإما أن نتنحى، إن تغيّر الموازين لا يعني تغيّر المفاهيم سواء كان هناك 14 آذار أو 30 شباط، لأن لبنان للجميع وليس للمجموع.‏

إن من قدّم الدماء لم ولن يغيّر دمه ولا جلده، وإن سلاح المقاومة للردع لا للنزع، فنحن آباء السيادة، فشتان بين 17 أيار و25 أيار.‏

إن السياديين الحقيقيين هم الذين يرابطون على الثغور في مزارع شبعا، لا اولئك الذين يدخنون النارجيلة ويلعبون الورق في الخيم. واذ كانوا يزعمون بأنهم الأكثرية الصوتية، فإنني اطالب بزيادة عدد مقاعد الطائفة الشيعية في البرلمان الى 34 مقعداً تعميماً لمبدأ الأكثرية وتأميناً للعدالة والمساواة.‏

هيثم عبد الكريم شحرور‏

الشعائر الحسينية‏

دور في استنهاض الأمة‏

يعتبر علماء الأنتربولوجيا أن الموروثات الشعبية هي تقليد ومحاكاة لعادات وتقاليد موروثة وراسخة في الخيال الشعبي، ولا يمكن تغييرها بسهولة، حتى لو تغيرت الأجيال والنظم الاجتماعية والاقتصادية، لأن من خصائصها انها تنتقل من جيل الى جيل شعورياً أو لا شعورياً، وخاصة اذا كانت هذه الشعائر مرتبطة بمشاعر دينية ووطنية واجتماعية.‏

احياء ذكرى واقعة كربلاء ومراسيم هذا الإحياء الخاصة في رمزيتها وتأثيرها وعمقها الاجتماعي أصبحت مع مرور الزمن، ظاهرة دينية ذات بعد اجتماعي سياسي، وظاهرة شعبية ترتبط بالتراث الاسلامي، وصارت جزءاً من الموروثات الشعبية عند المسلمين الشيعة خاصة.‏

ذكرى عاشوراء لم تكن فقط رمزية حزن على مصاب عظيم، بل هي رمز من رموز التاريخ الاسلامي، وتعبير عن الولاء للقضية التي استشهد الامام الحسين (ع) وعياله من أجلها، وهي تعبير عن الاستعداد للتضحية والبذل من أجل هذا النهج وراية الحق.‏

الشعائر الحسينية تبعث على الاستنهاض والاستعداد لنصرة السائرين على منهج عاشوراء والموالين لخط الامام الحسين(ع) من خلال التعاطف مع المصيبة، ثم يتحول الى وعي لأبعاد هذه الثورة الحسينية في مواجهة الباطل، ثم الى وعي سياسي وفكري بفهم مرتكزات هذه القضية واستمرارها في واقعنا، ونجعل كربلاء حية في المواجهة بين الحق والباطل.‏

قال الامام الخميني (قده): "ان مراسم اللطم والبكاء لو لم تكن موجودة لما أمكن ان يحفظ هذا المذهب ويُصان".‏

عبدة الزهراء بزون‏

السيد الصابر على بلوى الداخل والخارج؟‏

نصر الله حامي الشرف والكرامة؟‏

سألت العفو وسألت السماحة في شخص فيه السماحة فكنت أنت..‏

سألت القائد الموقر وسألت السيد ليكون على الأمانة سيداً فكنت أنت..‏

سألت الجمال وسألت الحُسن في شخص حسن فكنت أنت..‏

يئست من الحياة وتعبت من الهزائم فناجيت ربي واستجاب لي بنصر الله..‏

كنت كل مرة عندما أيأس من الحياة ومن مرها أراك أدرك وأتيقن أنك لست رجلاً كباقي الرجال... ولست بطلاً كباقي الأبطال.. إنما أنت ذاك الرجل الشامخ، الصابر على بلوى الداخل والخارج، العزيز الذي طالما ردد مقولة أجداده.. وعمل بمقولة أجداده.. هيهات منا الذلة، وأرى نفسي ووطني موجوداً عندما أراك موجوداً.. وأرى نفسي ووطني عزيزاً وقوياً عندما أراك موجوداً.. وأسمع الناس تناديني في غربتي عندما أرى وطني وشعبي ينهار: أعندكم السيد حسن نصر الله وانتم خائفون؟ أعندكم السيد حسن نصر الله وانتم حائرون؟ اعندكم السيد حسن نصر الله وانتم تتذللون على اعتاب السفارات؟ اعندكم السيد حسن نصر الله وانتم تستوردون حرية وسيادة واستقلالاً؟ فأجيبهم، ان لدى لبنان كنزاً يتلخص بمقاومة لبنانية وطنية يولد الشرف من رجالها، وسيداً لها اسمه نصر الله بدّلوا لنا الخوف بالأمن، والحيرة بالحل الأمثل، والاحتلال بالتحرير، عقدوا قرانهم على الحرية وتزوجوا السيادة وأنجبوا الاستقلال، لا يعرفون الذل ولا يهابون من أحد، بل قولهم فعل ووعدهم صدق ووفاء.. وعندها أرى نفسي عزيزة، ويا حبذا لو يعرف البعض في هذا الوطن ما نملك.‏

سيدي يا سماحة السيد.. أخاطبك لا من باب المدح لأنك غني عن المدح، ولا من باب التقرب اليك لأنك قريب من الكل.. بل أخاطبك لأن ضميري يرتاح اذا كتبت لك، ولا ابقى صامتاً كالبعض او كالذي يتكلم ولو صمت عن الكلام لكان أفضل.. ولو وجدت غيرك قائداً في ذاك الوطن الحبيب لقرأت الفاتحة على ذلك الوطن.‏

استغرب وأتساءل عندما أرى بعض المسؤولين وما هم الا بأقل من مسؤولين عن أنفسهم أنهم ما زالوا يشككون بنيات سماحة السيد، أين كنتم عندما كان السيد حسن يدعوكم الى الوحدة التي أصبحت أنشودة ترددونها كل صباح ومساء؟ هل أذكركم عندما كنتم ترمون المقاومة وسيدها بالكلمات الجارحة وهو يبادلكم بالتضحيات والمواقف الوطنية في الشدائد والمحن؟ وأراكم تركضون يمنة ويسرة ومن عاصمة الى عاصمة لتحققوا بدعة الحرية والسيادة والاستقلال... وانتم على يقين أو على جهل مما تفعلون ان مطالبكم لا يمكن ان تتم بدون أناس‏

هم رمز الحرية والسيادة والاستقلال، وان الذي سيصدر لكم تلك البدعة هو الذي دمرنا أول مرة، وما زال وسيبقى العدو الذي لا يمكن الوثوق به، لأنه لا يمكن ان يصدر قراراته بدون موافقة أسياده في الكيان الصهيوني، وهو الذي لا يمكن أن يتصدّق عليكم بدون مقابل.. فلو اعطاكم الحرية والسيادة والاستقلال سيأخذ منكم العزة والكرامة والوحدة.. ولو أعطاكم بعض دولارات وهي مسروقة من خيرات أمتنا لا يمكن أن يدعكم تصرفونها على وطنكم، بل لتجيّشوا اللبنانيين على بعضهم البعض.‏

وللأسف في الآونة الأخيرة سمعنا من بعض المسؤولين ممن تجرأ واتهم المقاومة بالغدر، وأريد أن أذكره وأنصحه بأنه لا يمكن لأي عاقل ان يدعو الى الوحدة والحوار في الصباح وعند المساء يفتن بين أبناء الوطن الواحد.. فكفانا تقلبات في آرائكم، فالرياح الباردة والساخنة التي تهب علينا منكم ستصيبنا بأنفلونزا التفرقة.. وان أي رياح غدر او تسونامي فتنة لا يمكن ان ترسو على شواطئنا أو نتنشق من رياحها على حساب كرامتنا وعزتنا ومبادئنا التي لا يمكن ان نتخلى عنها مهما كانت التضحيات.‏

وختاماً أقول كلمة للوطن لطالما اعتززت بها خلافاً لبعض المسؤولين في هذا الوطن انه كفاني فخراً أن يكون لي سيد قدّم الكثير والغالي لأجلنا ولأجل الوطن كل الوطن اسمه السيد حسن نصر الله.. وكفاني عزاً أن يكون لنا مقاومة، وطنية شجاعة، ودرع حصين لن ولم يتجرأ أقوى جيوش العالم على المساس بها.. ولطالما حلمت كل شعوب العالم أن يكون عندها هذا الكنز الذي يريد البعض ان يتخلى عنه أو يقايضه ببعض الدولارات..‏

عباس ضاهر ـ بروكسيل‏

الانتقاد/ بريد القراء ـ العدد 1147 ـ 3 شباط/ فبراير 2006‏

2006-10-30