ارشيف من : 2005-2008
أيام المعرض
بات للضاحية الجنوبية معرضها إذاً.. لقد أخذ مكانه بجدارة إلى جانب معارض البلد المركزية، إن لجهة عدد دور النشر المشاركة أو لجهة عدد الزّوار أو لجهة الفعاليات الثقافية المرافقة. بهذه السرعة اتخذ المعرض مكانه وبتنا نتواعد ونتلاقى فيه, وبعفوية تامة يقول واحدنا للآخر: "نلتقي في المعرض".. أو في ندوة المعرض، تماماً كما نقول أيام معرض الكتاب العربي والدولي.
لقد بات للوليد أيامه العامرة بالندوات المهمة والنقاشات والسجالات التي فوجئنا بأعداد الحضور فيها من مختلف البيئات الثقافية والطائفية اللبنانية.. إنها حقيقةً ظاهرة تستحق الوقوف عندها ملياً, فمن دون مبالغة كان عدد الحاضرين في معظم الندوات يتجاوز بأضعاف أعداد الحضور في ندوات معرض الكتاب العربي والدولي، وهو المعرض الأول في لبنان، وبات عمره يناهز خمسين عاماً. كما أن المتجول في أرجاء المعرض يلاحظ حركة بيع وشراء للكتاب، وقلّما يجد روّاداً لا يحملون أكياساً مليئة بالكتب، برغم الحالة الاقتصادية الضاغطة في هذه الأيام.
يبقى أن أيام معرض المعارف التي جرى توقيتها في شهر أيار في أجواء عيد النصر والتحرير, وهي أيام ربيعية لطيفة لا تعيق حركة ارتياد الزوّار بأمطارها الشتوية أو حرارتها ورطوبتها البيروتية، كلها عوامل ساهمت في نجاح معرض المعارف العربي والدولي للكتاب في دورته الأولى, الأمر الذي يرتب أعباءً مستقبلية على القائمين عليه، والذين نعلم أنهم بذلوا الكثير من الجهود في سبيل إنجاحه وإخراجه بالشكل الذي هو عليه، مظهراً من مظاهر ثقافة المقاومة وصورة من صورها المشرقة.. بل أساسا من أساسياتها كما أشارت كلمة سماحة السيد حسن نصر الله عشية افتتاح المعرض.
حسن نعيم
الانتقاد/ نقطة حبرـ العدد 1161 ـ 12 أيار/مايو 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018