ارشيف من : 2005-2008
العدد السنوي // ثقافة 2005: أجواء تراجيدية ومناخات سياسية وتنبؤات
عام 2005 هو عام التراجيديا بامتياز.. فعلى مستوى العالم كان عام الكوارث والأعاصير, وعلى المستوى المحلي كان عام المفاجآت والاغتيالات التي حجبت الأحداث الثقافية لحساب الأحداث السياسية التي واكبتها قراءات المحللين وتوقعات المنجمين، فاختلط الاثنان في أذهان الناس، وراحوا من هذين المنظارين ينظرون إلى الواقع المتأزم الذي يحيط بهم. وإذا كانت ظاهرة فرسان البرامج الحوارية القديمة قد ازدهرت في لبنان بعد أن حطت الحرب الأهلية أوزارها، فإن ظاهرة المنجمين وأصحاب التوقعات سجلت دخولاً قوياً هذا العام في الذهنية الثقافية.. هذا حدث ثقافي له علاقة بالبنية الذهنية التي لا تغيرها في العادة سوى القرون والعقود، فما عاد ينقص إلا أن يحمل اللبناني خريطة التوقعات ليسيّر بها أيامه.
في ما عدا ذلك انقضى العام الآفل كغيره من الأعوام بنشاطات ومعارض أبرزها: "معرض اقرأ بالفرنسية والموسيقى"، و"معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" الذي تراجع عدد زائريه هذا العام بشكل لافت، بسبب الظروف الأمنية والسياسية التي تعصف بالبلد.. وتواقيع أبرزها توقيع الشاعر محمود درويش لديوانه "كزهرة اللوز أو أبعد"، الذي لم يتجاوز عدد مبيعاته مئة نسخة.
عالمياً: جائزة نوبل ذهبت عام 2005 إلى المسرحي البريطاني هارلود بينتر، وقد ضلّت عنه طويلاً قبل أن تصله أخيراً وهو في منزله الريفي.
واحتلت الكاتبة الجزائرية آسيا جبار مقعداً لها في الأكاديمية الفرنسية.
ورحل هذا العام كتّاب كبار نذكر منهم: الفيلسوف الفرنسي بول ريكور والكاتب المسرحي المصري ألفرد فرج. وفقدت بريطانيا أبرز روائييها وهو جون فولز. كما تذكر العالم الثقافي مبدعيه، فأقام احتفالات عدة أبرزها: مئوية جان بول سارتر، كذلك مناسبة مرور 150 عاماً على والت ويتمان. كما شهد العام الآفل قضايا ثقافية ومحاكمات تتعلق ببعض الكتاب والمفكرين، أبرزها قضية الكاتب التركي أورهان باموك، الذي تحدث عن المجازر الأرمنية في أحد المؤتمرات.
حسن نعيم
الانتقاد العدد 1142 ـ 30 كانون الاول/ ديسمبر 2005
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018