ارشيف من : 2005-2008

نور الولاية: حبائل إبليس

نور الولاية: حبائل إبليس

على سالك طريق الآخرة لزوماً حتماً أن يخلص معارفه ومناسكه من تصرف الشيطان والنفس الإمارة مهما بلغ من الجهد، وان يغوص في حركاته الباطنية، وتغذياته الروحية، ولا يغفل عن حيل النفس والشيطان وحبائل النفس الأمارة وإبليس، وأن يسوء ظنه سوء الظن الكامل في جميع حركاته وأفعاله، ولا يخلي نفسه على رسلها آناً ما، فربما تتغلب على الانسان وتصرعه اذا تسامح معها، وتسوقه الى الهلاك والفناء، لأن الأغذية الروحانية اذا لم تكن خالصة من تصرف الشيطان وتدخلت يده في اعدادها فمضافاً الى أنه لا تتربى بها الأرواح والقلوب ولا تصل الى الكمال اللائق بها، يحصل لها النقصان الفاحش أيضاً، ولعلها تجعل صاحبها منسلكاً في سلك الشياطين والبهائم والسباع. وما هو السبب للسعادة ورأس المال لكمال الانسانية والوصول الى المدارج العالية ليعطي النتيجة المعكوسة ويسوق الانسان الى الهاوية المظلمة للشقاوة، كما رأينا في بعض أهل العرفان الاصطلاحي اشخاصاً انتهت بهم هذه الاصطلاحات والغور فيها الى الضلالة، وجعلت قلوبهم منكوسة وبواطنهم مظلمة، وصارت الممارسة في المعارف موجبة لقوة أنانيتهم وإنيتهم، وصدرت منهم الدعاوى غير اللائقة والشطحات غير المناسبة. وكذلك رأينا في أرباب الرياضات والسلوك أفراداً أوجبت رياضتهم واشتغالهم بتصفية النفس جعل قلوبهم أكدر وباطنهم أظلم، وما جاءهم ذلك كله الا من قبل أنهم لم يتحفظوا على سلوكهم المعنوي الالهي ومهاجرتهم الى الله، وكان سلوكهم العلمي وارتياضهم بتصرف الشيطان والنفس والى الشيطان والنفس.‏

وكذلك رأينا في طلاب العلوم النقلية الشرعية أفراداً أثّر فيهم العلم الأثر السيئ، وزاد في المفاسد الأخلاقية لهم، والعلم الذي لا بد أن يكون موجباً للفلاح والنجاة لهم صار سبباً لهلاكهم، ودعاهم الى الجهل والمماراة والاستطالة.‏

(*) من كتاب الآداب المعنوية للصلاة للإمام الخميني (قده)‏

الانتقاد/ العدد 1144ـ13كانون الثاني/يناير 2006‏

2006-10-30