ارشيف من : 2005-2008
عيد الله الأكبر
بحر الخليقة يستقي غُدُرَ الأُلى
بجلالهم وجه الوجود تجمّلا
سر الوجود، ضُحى الخلود، ودونهم
ينخشع الأفق المهيب تجللا
هم شعلة الأنوار في عصر الدجى
بثنائهم بلغت قصائدنا العلى
هم موئل الآمال يكتسح الأسى
حسبي الأئمة في النوائب موئلا
أعيادهم فرحت بطلعتها الدنى
والكون من فرط المسرة هللا
عرِّج على عيد له الفجر انحنى
والروض أكمامَ الأزاهر أسدلا
يبتز أعياد البرية رفعة
الله فضّله، فبات مُفضلا
عيد الغدير تلألأت أنواره
وسناه في أفق الزمان تأصلا
عيد به هتف الرسول مبلغاً
وصداه في الأرجاء دام مجلجلا
تاج الولاية للإمام المرتضى
بسواه يأبى الله أن تتمثلا
فوج الحجيج الى الأمير تدافعوا
كل يصيت: بخٍ غدوت المنهلا
بالمصطفى هلّت تباشير الهدى
وبحيدرٍ بدرُ الرسالة أُكملا
نكثٌ تراءى في أنامٍ نُوَّمٍ
والحقد في قلب الحسود تغلغلا
تالله من ناوى وصي محمد
يلقَ الهوان، وفي جهنم يُصطلى
كم يعدل العادون صنو المصطفى
ووليه، عُمْرَ المدى لن يُعذلا
أسدٌ، بطينٌ، بالبلاغة جهبذٌ
بابُ المدينة سرمدٌ، لن يُقفلا
عمرو بنُ ودّ مِثلُ مرحبَ في الوغى
قهراً بشفرة ذي الفقار تجدلا
ماذا عساي أجود في أوصافه
وبمدحه بستانُ شعري أمحلا
يا حيدر الكرار، يا رمز الإبا
يا كوكباً للحُر أضحى مشعلا
أرضي بألوية الولاء تألقت
كفتاة عرسٍ قد تباهت بالحِلى
فرساننا الثوار هبوا للفدى
بذلوا الدماء وأرخصوا ما قد غلا
والخصم في "أيار" قُوِّض عرشه
وانسلَّ يرتشف المذلة والبلى
ان العتاة تناثرت أحلامهم
وهوت أساطير الطغاة تذللا
ضعفوا برمتهم إزاء ضراغمٍ
أحداقهم أمست تقاوم أنصلا
صدحت مقاومتي بصوت جهادها
هيهات نورُ المرتضى أن يأفلا
قولوا لكل المبتغين خضوعنا
للحرِّ مدرسة تسمى كربلا
يا أيها الهمهام، شبلَ المرتضى
كبِّر، فهذا نصر ربك أقبلا
إثأر لغزةَ والطفولةِ والنسا
واقهر عدواً بالشرور تسربلا
بالنصر قد وعد الإله جنوده
أنى لوعد الله أن يتبدلا
عباس علي فتوني
الانتقاد/ العدد 1145 ـ 20 كانون الثاني/ يناير 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018