ارشيف من : 2005-2008
الغدير عيد أعيادنا
"يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك" (سورة المائدة: 67).
إذا كنا نفتتح الحديث عن عيد الغدير بالآية 67 من سورة المائدة فإنه لا ينبغي أن نقفله قبل قراءة حديث الدار في يوم الانذار: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «أمرني ربّي بأنْ أُبلّغ القوم ما أُمرت به، فضقت بذلك ذرعاً حتّى نزل جبرئيل وقال: إن لم تفعل لم تبلّغ ما اُرسلت به».
لقد كانت الدعوة إلى الإبلاغ بإمامة أمير المؤمنين وخلافة الإمام علي (عليه السلام) من جملة ما أمر به رسول الله منذ بدء الدعوة، وإلى أواخر أيّام حياته الشريفة المباركة، لانّ هذه الآية في سورة المائدة، وسورة المائدة كما نعلم آخر ما نزل من القرآن بإجماع المسلمين على ما يذهب إليه القرطبي في تفسيره، حيث يذكر الإجماع على أنّ سورة المائدة آخر ما نزل من القرآن، كما أنّه في رواياتنا أيضاً يوجد عندنا نصّ على أنّ سورة المائدة آخر ما نزل من القرآن الكريم.
إذاً كان النبي مبلِّغاً خلافة علي من بعده وداعياً الناس إلى الإيمان بها إلى جنب الإيمان بالله وبرسالة الرسول... في جميع أدوار رسالته المباركة.
أما الوثيقة التاريخية التي تثبت هذا التبليغ فهي حديث الغدير العظيم الذي يكفي لتبيين عظمة هذا الحديث تلك الظروف الخاصة التي خطب فيها رسول الله هذه الخطبة، وكون اللفظ الوارد عن رسول الله في هذه الخطبة لفظاً لا مرية فيه ولا ارتياب في دلالته على إمامة أمير المؤمنين. ونزول آيات القرآن الكريم هي قبل هذا وذاك.
حسن نعيم
نقطة حبر/ العدد 1145 ـ 20 كانون الثاني/ يناير 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018