ارشيف من : 2005-2008

الإمام الخامنئي: الحرية من اكبر النعم الإلهية، ولا تطوّر بلا حرية تفكير

الإمام الخامنئي: الحرية من اكبر النعم الإلهية، ولا تطوّر بلا حرية تفكير

حدد المعاني الحقيقية للأصولية وأكد على اهمية الإصلاح:الإمام الخامنئي: الحرية من اكبر النعم الإلهية، ولا تطوّر بلا حرية تفكير‏

ضمن سلسلة اللقاءات الدورية التي يجريها سماحة ولي امر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي مع مسؤولي الجمهورية الاسلامية استقبل سماحته مطلع هذا الاسبوع عدداً كبيراً منهم وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الاسلامية الدكتور محمود احمدي نجاد ومسؤولي السلطات الثلاث.‏

وقد اكد سماحته في كلمته خلال اللقاء ان الشعب والمسؤولين الايرانيين سيحلون المشكلات الراهنة ويبلغون القمم الرفيعة ـ من أجل الوصول إلى التطور والكرامة ـ الواحدة بعد الأخرى من خلال الاتحاد والايمان واليقظة والعقل والعلم.‏

واعتبر سماحته ان التفاؤل والتشاؤم المفرط يؤدي إلى تحليل خاطئ لأوضاع البلاد، مشيرا الى الحقائق الراهنة في مختلف الاصعدة الداخلية والخارجية.‏

وقال الإمام الخامنئي: ان كثرة النجاحات الكبرى والمتتالية تعد من أبرز النقاط الإيجابية للبلاد والنظام.‏

واعتبر قائد الثورة الاسلامية وجود روح الامل والحيوية لدى الناس ومجيء حكومة مصممة ودؤوبة والمكانة الرفيعة للجمهورية الاسلامية الايرانية على الساحة الدولية والتطور العلمي وتوسيع البنى التحتية في البلاد والاستقرار السياسي الراهن وفشل العدو في اثارة النعرات الطائفية والخلافات العرقية والمهنية والتنسيق والتضامن بين السلطات الثلاث من النقاط الايجابية الاخرى في الوقت الحالي، مضيفاً: في مقابل القائمة الطويلة للنجاحات والنقاط الايجابية, فثمة متطلبات فورية ونواقص ومشاكل يجب حلّها من خلال الدراية وبذل الجهود الحثيثة.‏

واعتبر الإمام الخامنئي أن توفير فرص العمل والسيطرة على التضخم والاهتمام بالمناطق الفقيرة والمكافحة الجادة للفساد وتوفير الأمن التام للاستثمار وتثبيت المكانة الدولية للنظام وتحسين الوجه الثقافي للبلاد من ضمن المتطلبات التي يجب على الحكومة ومجلس الشورى الاسلامي الحالي وبقية المؤسسات اتخاذ اجراءات قوية ومتتالية من أجل حلّها من خلال التمسك بالمبادئ والتخطيط الصحيح وبذل قصارى الجهود.‏

ووصف سماحته إدارة المؤسسات الهامة للبلاد من خلال الافكار الاسلامية المبدئية والأصولية من النعم الكبرى للباري تعالى مضيفاً: أن الأصولية ليست تياراً يقف في مواجهة التيارات السياسية الاخرى, وانه ليس من الصواب تصنيف الجماعات الى أصولية وإصلاحية أو أسماء أخرى، لأن كل شخص وكل تيار يعتقد وملتزم بمبادئ الثورة، وتحت أي اسم كان هو من ضمن الاصوليين.‏

وبيّن سماحة قائد الثورة الاسلامية ثمانية مؤشرات مهمة للأصولية، موضحا أن أهم مؤشرات الأصولية هو الإيمان والهوية الإسلامية والثورة.‏

وأضاف سماحته: انه يتعين على الحكومة والمؤسسات الثقافية المختلفة ان ترسخ اسس الايمان الجلية والقوية وبعيدا عن الخرافة وهشاشة التفكير في اذهان الاجيال الصاعدة, وتعزز الايمان بالدين والثورة والنظام والشعب واستقلال البلاد والوحدة الوطنية والمستقبل الزاهر في قلوب واذهان الشعب.‏

واكد سماحة آية الله العظمى الخامنئي بالاستناد الى الآية القرآنية "وجادلهم بالتي أحسن" على ضرورة استخدام افضل الاساليب في مناقشة مؤيدي وجهات النظر الاخرى، موضحاً أن الإيمان الذي يعد من أهم مؤشرات الأصولية لا يثير النعرات الطائفية بأي شكل من الأشكال من خلال الكلام أو الممارسات.‏

وأضاف سماحته: يجب تقديم الهوية الاسلامية للشعوب والمفكرين المسلمين بعيدا عن اية خرافة وانحراف من خلال الابداع الديني واستخراج الافكار الجديدة من المصادر الاسلامية, وتعزيز التيار الاصولي في العالم الاسلامي من خلال رفع راية الاخوة الاسلامية ونشر الفضائل الاخلاقية.‏

وانتقد آية الله العظمى الخامنئي بشدة الفكر المنحرف الموجود في افغانستان، والذي ينشط في الشبكة الارهابية في العراق مضيفا: ان هؤلاء الافراد يعتبرون الجميع مرتدين عن الاسلام ويقدمون صورة عنيفة ومسيئه عن الدين الاسلامي, ولكن الاسلام الحقيقي الذي رفعت ايران رايته من خلال الافكار الواضحة والحديثة والبديعة للامام الخميني (رض), اثلجت قلوب الشعوب وقدمت الايمان والهوية الاسلامية والثورية الحقيقية.‏

وتطرق قائد الثورة الاسلامية الى العدالة ضمن تبيينه المؤشرات الاخرى للاصولية مضيفا: ان النمو الاقتصادي يجب ان يكون مواكبا للعدالة، وان الفكر الذي يركز في البداية على التنمية الاقتصادية ومن ثم تطبيق العدالة هو فكر غير منطقي.‏

واعتبر سماحة قائد الثورة الاسلامية تقليص الفارق الطبقي وايجاد الفرص المتكافئة وتشجيع الممارسات الصحيحة والتصدي للمعتدين على الثروات الوطنية والمكافحة الحقيقية للفساد والمحسوبية وتطبيق العدالة في الحكم والتعيينات والاهتمام بالمناطق الفقيرة من ابعاد العدالة موجها خطابه الى المسؤولين قائلا: ان تطبيق العدالة يتطلب الحزم وتجنب المجاملات والارتباط مع الشعب والعيش بتواضع وتهذيب النفس.‏

واكد سماحة آية الله العظمى الخامنئي ان صيانة الاستقلال الشامل للبلاد هو احد مؤشرات الاصولية مضيفا: ان كل تيار او تفكير لا يسعى للتخلص من اخطبوط الثقافة الغربية المفروض ولا يكترث بالاستقلال السياسي والاقتصادي للبلاد والشعب لا يعتبر من ضمن الاصوليين.‏

واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي تعزيز الثقة بالنفس في جميع المجالات مؤشرا آخر للاصولية مضيفا: يجب مكافحة الانهزامية النفسيه المزمنة التي فرضت على الشعب منذ عدة عقود.‏

ووصف سماحته الجهاد العلمي بأنه احد مبادئ الاصولية، معربا عن ارتياحه لاهتمامات الطلاب الجامعيين والشباب ومطالبتهم بإيجاد وتقوية نهضة انتاج العلم مضيفا: ان مثل هذه المطالب ضرورية لكنها ليست كافية, وينبغي علينا ان نتحرك باتجاه المهام الكبرى والدخول في ميادين جديدة من اجل زيادة الرصيد العلمي للبشرية, وان الشاب الايراني قادر على انجاز هذه المهام الكبرى بالاعتماد على مواهبه وثقته بنفسه شريطة ان توفر له الحكومة الارضية المساعدة.‏

واعتبر قائد الثورة الاسلامية تثبيت وتعميم الحرية وحرية التفكير من المؤشرات الاخرى للاصولية، موضحا ان الحرية من اكبر النعم الالهية حيث ان حرية التفكير من فروعها الرئيسية وبدون حرية التفكير لا يتحقق التطور العلمي والفكري والفلسفي.‏

واكد سماحته على حرية الفكر والرأي مضيفا: يجب عدم اثارة الضجيج مع الذين يطرحون افكارا جديدة في الحوزات العلمية والجامعات والاوساط الثقافية والصحفية، وانما يتعين فسح المجال لتنمية الافكار.‏

واشار سماحة آية الله العظمى الخامنئي الى ضرورة الفصل بين الحرية الحقيقية والمحاولات التي يبذلها العدو تحت شعار الحرية مضيفا: يجب عدم فسح المجال للعدو لنشر سمومه الفكرية ومحاولته الاطاحة الصامتة، ولكن هذه القضية ليس لها صلة بضرورة الحرية وحرية التفكير.‏

واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي الاصلاحات بمفهومها الصحيح احد مبادئ الاصولية، موضحا ان الاصلاحات الاصولية والاصولية المصلحية متشابكتان وتختلفان اختلافا كاملا مع الاصلاحات الاميركية واصلاحات رضا خان التي كانت في الحقيقة مفاسد وليست اصلاحات.‏

واعتبر سماحته أن الدستور هو معيار الاصلاحات مضيفا: الاصلاحات يجب ان تكون وفق الضوابط وقائمة على القيم والمعايير الاسلامية والايرانية.‏

واعتبر قائد الثورة الاسلامية تصحيح الاساليب والاهداف المرحلية والقرارات جزءا من الاصلاحات الضرورية مضيفا: ان الاصلاحات الحقيقية تتباين تباينا كاملا مع هدم الاسس ومعاداة الدستور والاسلام.‏

واشار الإمام الخامنئي الى ان الازدهار الاقتصادي للبلاد والاهتمام بالشؤون المعيشية للشعب هو المؤشر الثامن الهام للاصولية، موضحا ان حماية الاستثمارات ومواجهة البطالة وتوفير فرص العمل والانتاج والمكافحة الجادة للتهريب والفساد والاستقرار والشفافية وانسجام القوانين الاقتصادية والتسويق العالمي والاستفادة الصحيحة من النفط والاهتمام بالخطط الاستراتيجية للبلاد هي من ضمن القضايا التي يجب ان تحظى باهتمام جاد.‏

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المشاكل الداخلية والمؤامرات الخارجية انها من اسباب ظهور بعض التحديات مضيفا: يجب ان لا يساورنا اي شك في ان اهم التحديات الخارجية التي تواجه النظام في الوقت الحاضر ناجمة عن معادة اميركا للشعب الايراني.‏

ووصف قائد الثورة الاسلامية منطقة الشرق الاوسط بأنها منطقة مهمة جدا بالنسبة لنظام الهيمنة والادارة الاميركية قائلا: في هذه المنطقة البالغة الاهمية فإن الشعب الايراني الذي اسس نظام الجمهورية الاسلامية, نهض للتصدي للسياسات الاميركية الجائرة ما اثار ضغينة اميركا.‏

وتطرق سماحته الى اخفاقات اميركا في الاطاحة بالنظام الاسلامي عن طريق العنف بواسطة شن الحرب المفروضة والحظر الاقتصادي، وكذلك فشل الادارة الاميركية في الاطاحة بالنظام بشكل تدريجي بواسطة الغزو الثقافي مضيفا: بعد ذلك ايضا سوف تستمر المؤامرات الاخرى ولكن الشعب والمسؤولين من خلال الاتحاد والايمان والعقل والحكمة والاستفادة من الفرص وتوخي الحذر تجاه العدو, سيصونون النظام في مواجهة جميع المؤامرات، وسيبلغون قمم التطور والرقي الواحدة بعد الاخرى.‏

واشار قائد الثورة الاسلامية في هذا اللقاء كذلك الى ضرورة الاهتمام المستمر من قبل المسؤولين والناشطين في مختلف المجالات بتهذيب النفس والقيم المعنوية, معتبرا الشكر الصحيح والعملي على النعم الالهية اللامتناهية من اهم واجبات افراد الشعب لا سيما المسؤولين.‏

واوضح سماحته: ان معرفة النعم الالهية وعدم التغافل عنها ـ اعتبار النعم من عند الله ـ وشكر الباري تعالى والاستفادة من النعم كسلّم للتطور والرقي والتكامل هي الدعائم الاساسية للشكر والتي تؤدي الى زيادة البركة.‏

واعتبر قائد الثورة الاسلامية الكرامة والاستقلال الوطني وتفجير طاقات الشباب في ظل شمس الاسلام والثورة والامل وثقة الشعب بنفسه والثروات القيمة وفرصة اسداء الخدمة الى الشعب والاجواء الدينية والمعنوية السائدة في البلاد من ضمن النعم اللامتناهية والشكر عليها سيؤدي الى استمرار ومضاعفة النعم الالهية بعون الله.‏

الانتقاد/ خطاب القائد ـ العدد 1167 ـ 23/6/2006‏

2006-10-30