ارشيف من : 2005-2008

خيارات مرّة ولكن

خيارات مرّة ولكن

حقاً إنه تحالف استراتيجي بين الذئاب والمصطادين في الماء العكر. بين الغازي الأجنبي, والسيارات المفخخة والانتحاريين الذين يتقربون إلى الله بتقتيل الأطفال والنساء والشيوخ. بين المبشرين بالحرية والديموقراطية والأنظمة الاستبدادية الجاثمة في مواقع القرار تربي التبعية في ذاتها وبين ظهراني شعوبها.‏

إنه تحالف حقيقي غير معلن وربما غير مقصود في بعض حلقاته واشتباكاته، ضد هذه الأمة الغارقة في بحور تخلفها, المطعونة في كرامتها وعزتها وإحساسها بذاتها بفعل تضافر كل هذه العناصر على النيل منها.‏

هكذا خيّر العراقي عشية الاحتلال الأميركي للعراق بأن يكون مع السفّاح صدّام الذي قتّل أبناءه وأذاقه من أنواع المذلّة والاحتقار ما لا يخطر على بال بشر من الأولين والآخرين، أو مع الغازي المحتل لبلاده الطامع بثرواته, ليخيّر بعدها بين قوافل محبي الرسول الأكرم (ص) الراغبين بالعشاء معه على مائدة أشلاء أطفال العراق، وبين "التطنيش" على وجود "الغزاة" ولو إلى حين كما يزعمون.‏

وهكذا يخير الفلسطيني اليوم بين انتخابه وتبنيه للخط الإسلامي الجهادي وبين الجوع. وهكذا يخيّر الشعب المسلم في إيران بين تطوره العلمي وبين العقوبات الدولية, وهكذا يخيّر اللبنانيون بين التفافهم حول بندقية المقاومة التي حررت أرضهم وردعت وتردع العدوان الصهيوني وبين الاتهام بالولاء لأحلاف خارجية. خيارات... خيارات...‏

كلها خيارات مرّة ما أصعبها, لكن ما أوضحها على من اختار طريق الصدق والعزّة والشرف.‏

حسن نعيم‏

الانتقاد/ نقطة حبر ـ العدد 1167 ـ 23/6/2006‏

2006-10-30