ارشيف من : 2005-2008
معرض "صور من دفاتر الشمس" في خان الافرنج:لوحات تحكي أسطورة نيسان
هنا بالقرب من البحر.. حيث مراكب الصيادين تتهادى على الشواطئ، وفي مسافة لا تبعد الا رصيفاً واحداً, حوّل القسم الاعلامي في حزب الله المعلم السياحي الجميل إلى مشهدية بصرية تتآلف مع الأروقة والسقوف والقاعات التاريخية التي شكلت خلفية تراثية لذاكرة العدسة. فخان الإفرنج الذي تم اختياره لعرض مشاهد عدوان نيسان 1996 يمتد عمره إلى ما لا يقل عن خمسمئة سنة، الأمر الذي شكل حضناً دافئاً لجراحات نيسان القانية.
افتتح المعرض عصر الثالث والعشرين من نيسان برعاية عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، وما لبث أن تحول الى تظاهرة حيث عجّت باحة الخان بالحضور والضيوف الذين جالوا على المعرض من بدايته حتى نهايته، وكانت الدمعة في عيونهم بسبب هول الصور التي اجتاحت قلوبهم. كانت العيون تراقب والصورة تستعيد المشهد وكأنه وقع الآن, وكان الزائر يحاكيها وتحاكيه فيتفاعلان معاً في لحظة وجد استثنائية، حتى لم يستطع ان يكمل من غير الدموع التي رافقته الى آخر صورة حتى الانتصار.
استمرت التحضيرات للمعرض ما يقارب الشهر، وقد ضمّ نحو ثمانين صورة تحكي قصة العدوان الصهيوني في العام 1996 من بداية العدوان الى قصف المدنيين، الى رد المقاومة الاسلامية بالكاتيوشا على المستعمرات، وإصابات العدو في الداخل, والمشهد ينقلك الى المشاهد المروعة في قانا, النبطية الفوقا, اسعاف المنصوري، وأيضاً وقوف المجاهدين وقفة البطولة في الانتصار, كما يضم المعرض "بانوراما" تحكي قصة "إسرائيل" مع المجازر "الحضارة الاسرائيلية"، وهذه "البانوراما" باللغة الانكليزية، وذلك من أجل اطلاع السياح الاجانب الذين يتوافدون بكثرة على خان الافرنج، وهي "بانوراما" تحكي قصة المقاومة منذ العام 82 حتى 2000, وهناك في المعرض جناح خاص بعناوين الصحف اليومية اللبنانية والاجنبية طيلة ايام العدوان.
وضم المعرض قاعة جميلة وتاريخية تعرض داخلها افلام وثائقية عن المقاومة والانتصار، وأيضاً عمليات حية على كل المواقع الصهيونية.
المعرض بموقعه أخذ بعدين:
الاول: الموقع الذي اتخذه، وهو ذو ميزة سياحية وجمالية، ومقصد للسياح الاجانب باستمرار.
الثاني: جمالية ونقاء الصورة، وتنظيم المعرض الدقيق والاخراج المميز للصور، وإدخال المؤثرات الجمالية على الصورة، وانتشار المعرض على طول المداخل المؤدية الى غرف الخان حيث احتلت الصورة المدخل الذي أخذ الشكل الدائري.
تيراني
يقول الحاج احمد تيراني مسؤول القسم الاعلامي والمشرف على تنظيم المعرض: "أحببنا ان نقدم عملاً فنياً جديداً من خلال الصورة والمعالجة الفنية والبصرية للعمل من خلال الاخراج والتصميم، وإضافة بعض العناصر على الصورة".
وبالفعل تمت الانجازات وقام الاخوة في قسم الانشطة بتجهيز "الستاندات" وحاجيات المعرض، وتولى الفرع الصحفي متابعة الصور بدقة تامة، وقد أخذت حجم 90/60سم، وكانت الورشة الكبيرة على فترة أيام، حيث كان العمل من الصباح الباكر حتى المساء، الى ان تم رفع جميع الصور على ركائزها.
شهادات
رواد المعرض أبدوا اعجابهم الكبير به، وكانت لهم شهادات عند الافتتاح، حيث تحدث رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري عن المعرض مبدياً اعجابه بهذا الانجاز في صيدا، مؤكداً ان الارهابيين هم الصهاينة الذين ارتكبوا هذه المجازر.
من جهته الفنان التشكيلي الاستاذ فؤاد جوهر الذي واكب المعرض بشكل يومي تحدث عن اعجابه الكبير بدقة التنظيم، وعن الصورة الفنية، مؤكداً ان المقاومة هي التي من خلالها يردع العدوان.
كما تحدثت احدى الزائرات قائلة "كان يجب ان تحملوا المعرض وهذه الصور الى الخارج, الى اوروبا وأميركا لكي يرى العالم الخارجي هذا الارهاب الصهيوني, يجب ان تحملوا الصورة الى الاوروبيين والاميركيين ليدركوا ان هذه هي اسرائيل التي يقفون الى جانبها".
كانت هذه المشاهدات في اللحظات الاولى لافتتاح المعرض الذي شهد توافداً كبيراً غصت به قاعة الخان، اما في الايام التي توالت فقد كان الاقبال كثيفاً من طلاب الجامعات والمدارس والشخصيات والوفود من القطاعات والمراكز والمؤسسات. ولا بد من الاشارة ضمن الشهادات ان السياح الاجانب دهشوا من هول الصور، ووقفت إحداهن قرب إحدى الصور وسألت المترجم الذي كان مكلفاً من القسم الاعلامي، وهي ترى احد الآباء وهو يحمل ابنته بين يديه شهيدة مقطعة: ماذا تقول الصورة فأجابها: ان الاب يخاطب ابنته وهي شهيدة.. قومي ابنتي لنعود "فما كان من هذه السائحة الاجنبية الا ان أجهشت بالبكاء".
كما وزع في المعرض كتيب "ملحمة المجد" باللغتين العربية والانكليزية، وهو يروي قصة المقاومة، وقد وزعت النسخة الانكليزية بكثافة على الاجانب والسياح الذين حملوه معهم الى دولهم. وتم توزيع الاعلام اللبنانية وأعلام حزب الله وفلسطين على الوفود القادمة، ورفعت في المعرض اربع لافتات كانت تحمل شعارات للمرحلة ومنها "ما دامت اسرائيل تحتل فلسطين فالعدوان قائم على الامة".
عامر فرحات
الانتقاد/ معرض ـ العدد 1160 ـ 5 أيار/مايو 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018