ارشيف من : 2005-2008
عن معرض المعارف
معرض المعارف للكتاب العربي والدولي هو الأول من نوعه في الضاحية الجنوبية لبيروت.
الخطوة بحد ذاتها إنجاز لما تستبطنه من جرأة. فأعمال ثقافية بهذا الحجم هي عادة من نصيب المناطق الفخمة من العاصمة, وليس للضواحي البائسة منها أي نصيب.
وللنظرة الآنفة مبرراتها الموضوعية وغير الموضوعية، ففي تلك المناطق الفاخرة: المواصلات المريحة, والقاعات الشاسعة والزبائن "الدفّيعة بلا مؤاخذة". يزورها المثقفون العرب والأجانب ويقصدها الناشرون والكتّاب على حد سواء ليوقّعوا اتفاقياتهم وإصداراتهم.
يأخذنا القول الآنف إلى الواقع الثقافي في ضاحية بيروت الجنوبية التي لطالما تم تصويرها كبقعة أمنية وبؤرة مكتظة بالسكان القادمين من الأرياف, في حين أن إحصاءات حقيقية تشير إلى أن ما يفوق الخمسين بالمئة من حركة إصدار الكتاب اللبناني وتجارته يمر من الضاحية الجنوبية.
كما تشير أرقام معرض المعارف الأولية لحجم الدور المشاركة ـ 130 داراً عربية ودولية ـ ولتميّز وتنوّع الفعاليات المرافقة، إلى ما يشكل تظاهرة ثقافية حقيقية تقف ـ إذا ما قيّض لها الاستمرار ـ جنباً إلى جنب مع المعرض الفرنكفوني ومعرض بيروت العربي والدولي للكتاب، لجهة الأهمية والدور وليس لجهة التقسيم والفرز.
هل يغيّر معرض المعارف الصورة الثقافية الجاهزة التي تمّ تصنيعها للضاحية الجنوبية؟
وهل يتمكن روّاده من إثبات الحيوية التي يشهدها الشارع الثقافي في الضاحية منذ بروز الحالة الإسلامية, وسطوع نجم المقاومة التي بات لها إلى كتّابها وشعرائها وروائييها وتشكيلييها، واليوم معرضها الخاص.
أمر نترك الإجابة عنه لأيام المعرض القادمة.
حسن نعيم
الانتقاد/ نقطة حبر ـ العدد 1160 ـ 5 أيار/مايو 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018