ارشيف من : 2005-2008
مواسم عاشوراء
كل المواسم الحمراء في بحر عاشوراء قطرة.. كل مواعيد العشق على دفاتر عاشوراء مواقيت للذكرى.. هي التاريخ متوقف على جفن مغسول بالدماء والرمال.. هي كلمة لا من شفاه متشققة.. هذه الـ"لا" الحسينية هي هويتنا وتاريخنا وكل أمجادنا.
بهذه الـ"لا" قهرنا الخوف والجبن، وتقدمت قوافلنا نحو الموت عبر الزمن، وهي تضحك للشمس والريح والشجر.
بهذه الـ"لا" قاومنا الاستعمار، ورفضنا الهيمنة الآتية من جهات الأرض.
دائماً كان علينا نحمل "لاءنا" ونمشي بها عبر التاريخ متحدين العواصف والأنواء والخطر، وشعارنا هو شعارك يا سيدي الإمام: "لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد".
قلتها يا سيد الشهداء في ذات محنة واقفاً على جفن الردى، رمحاً في وجه الجحافل الساقطة بداء الخوف والطمع والدجل.
لا الخوف كان يعرف طريقه إليك.. ولا حتى الردى.
أيمكن للخوف أن يطرق باب رجل مثلك وقف قبالة هاتيك الألوف المؤلفة، يذكّرها بأيام الله، إذا كان رجل من رجالك خُيّر بين الحياة والموت إن هو التحق بك, ففضل موتاً ونشراً بالمناشير آلاف المرات على أن يتركك!..
فماذا تراك تقول أنت أيها الطالع من أكمام النبوة، الغارق في أريجها العلوي ومجدها الأبدي؟
فيا أيها الإمام، حنانيك.. حنانيك.. ليس لنا طاقة السير بقربك، وليس لنا احتمال البعاد عن شمسك.
وهذه الأمة تخاف سلوك طريق مجدك الوعر، ويؤرقها البعد عن نهجك.
بين الدربين هي أمّة تائهة, وستبقى في تيهها مغلوبة على أمرها ما دامت بعيدة عن عطشك ودمائك وسبيك وطفلك الرضيع ورأسك المحمول على الرماح في فيافي الله غريباً, أنوفاً، دامياً، باقياً ما بقي الدهر..
حسن نعيم
الانتقاد/نقطة حبر ـ العدد 1147 ـ 3 شباط/ فبراير 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018