ارشيف من : 2005-2008
ثقافة الأنوار
أن يذهب سماحة السيد حسن نصر الله إلى تشبيه سلاح المقاومة بالعرض الذي يمكن أن يتخلى الإنسان الشرقي عن كل شيء إلاّه, ففي ذلك رسالة سياسية مهمة يقرأها المحللون السياسيون ويحللونها على طريقتهم، ولهم في ذلك مذاهبهم المتعددة ومشاربهم المتنوعة تعدد أطياف هذا البلد وتلاوينه. غير أن ما لم يتوقف عنده أحد, هو تلك المضامين الثقافية والأخلاقية التي حملتها العبارة الآنفة.
فثقافة المحافظة الشرقية باتت للأسف عند الكثيرين من الماضي، ولولا ما يُقيّض لها من رجال أفاضل ينتشلونها من وهدة النسيان والتغافل, لباتت غائرة في كهوف الماضي السحيق, وغدت تنتسب إلى معجم العصور البائدة. فنحن متحضرون ومتعصرنون ومتفرنجون ومتغربون.. وأخيراً متأمركون، وعلينا أن نواكب عصر العولمة، وما أدراك ما العولمة!
إنه الغزو الثقافي الذي اجتاحتنا أمواجه ودخلت بيوتنا دون استئذان عبر شاشات التلفزة ومسلسلاتها وإعلاناتها وفضائياتها.. إنها القيم تُنحر على مذابح الأطماع والشهوات.
يأتي السيد فيتحدث في السياسة ويعطي تشبيهاً يصيب من الناس الطيبين المحافظين فرحاً تهتز له أعطافهم, ويصيب من التائهين في بحور الضلال مقتلاً، فهذا الرجل حتى وهو يتحدث في السياسة يذكرهم بما تخلو عنه من قيم منذ زمن بعيد.. فبيئة المقاومة هي بيئة الشجاعة والصبر والكرامة والوفاء والشهادة وحماية الأوطان والنخوة والمحافظة على الأعراض.
في بحيرة هذه القيم تسبح المقاومة.. إنها المنظومة الفكرية الأخلاقية السياسية التي يغتذي بعضها من بعض، إنها ثقافة الأنوار الرحمانية التي يقذفها الله في قلب من يشاء من عباده, وإنه النور الذي يرافق الصالحين والسالكين الصراط المستقيم.
نور قذفه الله في قلبك يا سيد.. نور يشع من نور.. نور على نور.. يهدي الله لنوره من يشاء.. الله ينوّر عليك يا سيد. بهذه الدعوة المصرية اللطيفة أختم حديثي، وأسأل الله أن يزيدك من أنواره وتوفيقه..
حسن نعيم
نقطة حبر/العدد 1146 ـ 27/1/2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018