ارشيف من : 2005-2008

المستشارية الثقافية الايرانية كرّمت الأديب جورج جرداق

المستشارية الثقافية الايرانية كرّمت الأديب جورج جرداق

أقامت المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية حفلاً تكريمياً على شرف الأديب جورج جرداق، صاحب كتاب "الامام علي صوت العدالة الانسانية" بمشاركة أدباء وشعراء لبنانيين في فندق ماريوت، بحضور حشد من الشخصيات السياسية والفكرية والأدبية.‏

تحدث المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية الشيخ نجف علي ميرزائي فاعتبر أن أصعب موقف جرّبته في حياتي وعلى منبر الحديث هو أن أتقصّد التكلم عن علي بن أبي طالب. كيف لا، وإن أعاظم الأدب وعباقرة الكلمة وقفوا أمامه متحيرين متعجبين!‏

وقال: إنني أصف حفلة تكريم الأديب جورج جرداق بأنه مناسبة لتكريم فكر الإمام علي الانسان والهادي الذي هو من مرايا إشعاع النور الإلهي وأخلاقه الملكوتية على الأرض. فتحية إجلال للاستاذ الكبير ولكم جميعاً.‏

من جهته الأديب جورج كساب اعتبر "ان نهج البلاغة مفتاح هذا الباب، أحاط به الشريف الرضي إحاطة السوار بالمعصم، ونشره العلامة ابن أبي الحديد على راحتي المكان والزمان، نشراً دقيقاً يُعرف باسمه: "موسوعة أبي الحديد". ثم وشاه الشيخ محمد عبدو بقبس من الحواشي النيّرات، وحمله الدعاة في كل مكان وزمان، نهجاً للإنسان، وشرعة لحقوقه، ولا سيما في عهده للأشتر النخعي، عامله في مصر. اضاف كساب: علي بن أبي طالب، الإمام الأعظم في كل قلب وعلى كل شفة ولسان، رسول يشق دياجير الظلام، في كل زمان ومكان، شقاً أوجزه العلامة: جورج جرداق، المحتفى به اليوم، في موسوعته المشعّة: "الإمام علي صوت العدالة الانسانية".‏

بعد ذلك كانت كلمة السفير فؤاد الترك الذي اعتبر "أن نجم المناسبة هذا العام، من النجوم الفرائد في سماء لبنان الشعر والأدب والفكر والقلم القوي، عمق تفكير وسخرية لاذعة أقوى من كل تغيير".‏

وختم الترك كلامه بالقول: هكذا نظر جورج جرداق إلى الإمام علي: عقلاً وعلماً وبلاغة وشجاعة، فإذا هو العالم المفكر والحاكم القائد والإنسان الفذّ، ولذلك وسم سفره الخالد "الضمير العملاق، الشهيد أبو الشهداء علي بن أبي طالب، صوت العدالة الانسانية وشخصية الشرق الخالدة".‏

أما الكاتب جواد صيداوي فقال "إننا في حفل ثقافي تكريماً لكبير من أدبائنا، كاتباً، وباحثاً، وشاعراً "الكلمة عنده أخلاق كما للهوى، إذ نافرها كاتبها، وتنحت عنه أو أبطأت عليه تلمحها وتتبع أنفه في تشممها، وقد أعين على ذلك بوجده بها، وفراغه لها، زمناً طويلاً. ثم توجه صيداوي بالشكر للمستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان، ليس على مبادرتها الطيبة في الدعوة إلى هذا الحفل التكريمي لجورج جرداق، وهو المكرم بذاته المضاءة وأدبه الرفيع، فحسب، وإنما لأنها قد عبرت ايضاً عما في عقولنا والصدور من تقدير وحب لهذه السنديانية الثقافية الصلبة.‏

من جهته الوزير السابق جوزيف الهاشم ألقى قصيدة شعرية من وحي المناسبة ومما جاء فيها:‏

"جرداق يا حامل الرايات أنّ بها‏

وحي البلاغة، والإيحاء في الحكم‏

وكل بارقة للفكر، ناصعة‏

وكلَّ شاهقة في قمة القمم‏

وكلَّ ما نثرته الشمس، أو سطعت‏

زهرة، وما بث همس الله من قيم‏

جلائل علويّاتٌ يُرصعها‏

يراعُ مَن طرّب الإيقاع في الصمم‏

رنمت أنت أناشيد الإمام وقد‏

طابت، فلا ريشة زلت عن النغم‏

بعد ذلك كانت كلمة العلامة السيد محمد حسن الأمين وما قال: جورج جرداق قلم مزيد يرقى بصاحبه الى مستوى القامات الكبيرة في مفكري عصر النهضة وأدبائها، وهو ـ في الحق ـ من الجيل الثاني لعصر النهضة، ولكن القيمة العالية والمستمرة التي للمادة التي قدمها ويقدمها تجعل منه نهضوياً فريداً تصنفه فرادته بين ـ وفي مقدمة ـ النهضويين الأول.‏

وبعد العلامة الأمين ألقى المحتفى به الأديب جورج جرداق كلمة شكر فيها المستشارية الثقافية على مبادرتها، وشكر الحضور على مشاركتهم في حفل تكريمه، وشكر الامام علياً (ع) صاحب الفضل في الإبداع الفكري والأدبي الذي قدمه في كتابه "الامام علي(ع) صوت العدالة الانسانية".‏

وفي ختام الحفل سلّم المستشار الثقافي الايراني الشيخ ميرزائي المحتفى به الأديب جورج جرداق، درعاً تكريمية وجائزة عبارة عن مسكوكة ذهبية، باسم مسكوكة فجر الحرية، وهي ترمز الى ربيع ايران الثورة التي تضيء شمعتها الثامنة والعشرين.‏

الانتقاد/ اخبار ـ العدد 1147 ـ 3 شباط/ فبراير 2006‏

2006-10-30