ارشيف من : 2005-2008
بانوراما عاشورائية : جراحات
"جراحات" محاولة جادة للإضاءة على المعنى الشامل والقيم لعاشوراء كمكان وزمان بلغة العصر المتجددة في ماهيتها الحسينية.
هي صورة بحجم العالم الإسلامي تظهر اليوم لوحة نقية لتقدم نفسها بنفسها، وتحكي عن الثبات على الدين ومعنى التضحية والمقاومة في الجهاد المفتوح نحو أفق الأمل بالنصر الكبير واكتمال الرسالة.
وفي هذا الإطار كان الحضور اللافت لـ"البانوراما العاشورائية" التي تتناول بالمؤثرات الصوتية والضوئية واقعة كربلاء، حيث عُرضت أياما عدة بحضور حاشد في مركز باسل الأسد الثقافي بمدينة صور، وذلك في إطار برنامج متكامل يضم بين ثناياه عروضا مسرحية ولوحات فنية ورسوما وكتبا ولوازم عاشورائية.
هذا العمل المشهدي كما يشير مسؤول القسم الإعلامي في المنطقة الأولى في حزب الله، يجسد واقعة الطف بأسلوب فني، وهو عمل من الأعمال السينوغرافية التي تنقلنا الى الجغرافيا كما التاريخ. فهي جيوعاشورائية تجعل المشاهد يعيش لحظات كأنه في كربلاء، أضيفت إليها المؤثرات الضوئية والصوتية كي ينجح بشكل لافت في تصويره الدقيق للمحطات الأساسية في الثورة الحسينية الخالدة. ويشير دقماق الى ان "البانوراما" تخللها زاوية للرسم الحر بإشراف جمعية كشافة الإمام المهدي التي أعدت مسابقة عاشورائية يومية توزع بعدها جوائز على الرابحين.
كما تقدم التعبئة التربوية عروضا مسرحية بعنوان "موكب الإباء" من تمثيل ثلة من الطلاب الجامعيين، فيما يشترك زملاؤهم من الثانويات بمسابقة الرسم العاشورائية من الموهوبين، والتي تشرف عليها لجنة من الفنانين لتحديد الرسوم الأفضل من بينها، حيث ستوزع جوائز على الأوائل. كما تتضمن لوحات فنية بريشة الفنان أحمد عبد الله، اضافة الى كتب وقصص حول واقعة كربلاء من إصدار بعض دور النشر اللبنانية. كما أن للمستلزمات العاشورائية التي عرضتها مؤسسة القائم حضورها المميز في إضفاء مسحة عاشورائية كاملة على هذا العمل.
ويوضح الفنان أحمد التيراني ان هذا العمل المشهدي جاء نتيجة جهد وخبرة على المستويين التقني والفني، مشيرا الى انه يهدف من ذلك الى عرض يترك بصماته في ذاكرة الكبار والصغار معا، ويؤسس لقراءة جديدة لهذه الواقعة التي تختصر في ثناياها المعنى الرسالي الجهادي والتضحية الشاملة لآل البيت (ع) على درب الإيمان والشهادة.
الطالب حسن سويدان الذي شاهد هذا العمل الفني قال: لقد دُهشت فعلا لحجم الإمكانات الفنية والصور واللوحات المستخدمة، وجدت نفسي للمرة الأولى مشدودا لهذا العرض من بدايته حتى نهايته. إني أهنئ القيمين على هذا العمل، وأتمنى ان يصبح تقليدا سنويا في المناطق اللبنانية كافة.
وتقول الطالبة الجامعية فاطمة جعفر: لقد بكيت كثيرا أثناء مشاهدتي هذا العرض، ورأيت ان المسافة كبيرة بين ان نقرأ عن عاشوراء وأن نشاهدها بأم العين.. لا أعتقد ان الصورة ستنزاح عن مخيلتي بينما كانت السماء حزينة على ما حصل من عطش وجوع وظلم وحريق.. كما كان لافتا هذا الحضور البهي للشهادة الكبرى للإمام الحسين (ع)، باعتبار أنه سيد شباب أهل الجنة.
كان جميع الحضور مشدودا الى خشبة المسرح، حيث خيم صمت كبير على الموضوع والمشاهد المؤثرة التي تعكس بشكل واضح جراحات آل البيت والأحبة على قلب رسول الله (ص).
الافتتاح
من وحي عاشوراء الإمام الحسين (ع)، افتتح القسم الإعلامي لحزب الله في الجنوب معرض "البانوراما العاشورائية" "جراحات"، وذلك في مركز باسل الأسد الثقافي في مدينة صور، بحضور مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق وشخصيات دينية وسياسية واجتماعية، وممثلين عن الأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية، إضافة الى حشد من الإخوة والأخوات.
وقد ألقى الشيخ قاووق كلمة نوّه فيها بالجهود التي ساهمت في إقامة هذا المعرض العاشورائي المميز. وتطرق قاووق الى الشأن السياسي، معتبرا ان المشروع الأميركي في المنطقة وفي لبنان خاصة هو مشروع الحسابات الخاطئة، مؤكداً ان الأميركيين لم يحصدوا ولن يحصدوا إلا الخيبة.
وبعد قص شريط الافتتاح جال الحضور في أقسام المعرض الذي سيستمر طيلة أيام عاشوراء، لغاية الثاني عشر من شباط القادم.
محمد جعفر
الانتقاد/ تحقيقات ـ العدد 1147 ـ 3 شباط/ فبراير 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018