ارشيف من : 2005-2008
طريق المقاومة ـ الوجه الآخر
في غابة الدروب والطرقات المتقاطعة, المتعددة الاتجاهات والمتشعبة الفروع، حيث لكل اتجاه قيمه وبوصلته ومؤشراته ونجومه التي يهتدى بها، أين هو طريقنا في غابة الضباب هذه؟ أين هو دربنا؟
إذا كانت نوازع معظم الدروب تؤدي إلى المادية بحسب الشهيد مطهري، فإلى أين يؤدي بنا هذا الدرب؟
لا يخفى أن السؤال يحمل معنى تأكيد الهوية والانتماء، ولا يبتعد كثيراً عن مسألة الذات ومحاسبة النفس التي يقول فيها نبي البشرية محمد (ص): "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا, وزنوها قبل أن توزنوا".
وسؤال الذات هنا يحمل معنى الخلاص، فطريق المقاومة هو طريق الخلاص، ولطالما توسلنا الله "جلّ اسمه" أن يهدينا إليه في صلواتنا اليومية: "اهدنا الصراط المستقيم".
يقتفي طريق المقاومة آثار الأنبياء والمرسلين عبر الزمن، ويتطلع السائرون عليه إلى المعاني السامية في سيرهم وخطواتهم، ويقرأون ملياً في محاولات الشيطان لغوايتهم.
إنه الخلاص الفردي.. الذي يبحث عنه الإنسان ـ الذي يحمل منطق المقاومة ـ في سلوك الأنبياء وتوجيهاتهم وعبرهم ووصاياهم.
يقول لقمان الحكيم موصياً ابنه: أي بني، إذا كنت بين الناس فاحفظ لسانك, وإذا كنت في بيوت الناس فاحفظ عينك، وإذا كنت في الصلاة فاحفظ قلبك".
طريق الله هو طريق الأنبياء والرسل والأولياء والصالحين, هو المقاومة كجماعة.. أما كأفراد فطريق الله هو طريق الغيرة والحمية والإنفاق على الأهل والعيال، والبر والمعروف والحلم وكظم الغيظ, والإحسان للمسيء والإيثار والضيافة وذم الكذب والغرور..
حسن نعيم
الانتقاد/ نقطة حبر ـ العدد 1150 ـ 24 شباط/ فبراير 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018