ارشيف من : 2005-2008

مؤتمر عالمي عن السيد شرف الدين في أيار

مؤتمر عالمي عن السيد شرف الدين في أيار

عقدت المستشارية الثقافية الإيرانية بالتعاون مع مكتب مركز الأبحاث للدراسات والثقافة في حوزة قم العلمية، مؤتمراً صحافياً في دار نقابة الصحافة أعلنت فيه عن برنامج المؤتمر العالمي الذي سيعقد في لبنان في 17 أيار/ مايو المقبل تخليداً للتراث الفكري والإصلاحي والنهضوي للمفكر الإسلامي الإمام الراحل العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين.‏

حضر المؤتمر ممثل رئيس الجمهورية المدير العام لوزارة الثقافة عمر حلبلب، وممثل رئيس مجلس النواب المستشار الإعلامي عرفات حجازي، وممثل رئيس مجلس الوزراء المدير العام للشؤون القانونية عثمان دلول، وممثل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الشيخ حسن بغدادي، والنواب: علي خريس وعبد المجيد صالح وحسن حب الله، المستشار الثقافي الإيراني الشيخ نجف علي ميرزائي، النائب السابق حسن علوية، المسؤول الثقافي المركزي في حركة أمل حسن قبلان، إضافة إلى عدد من الشخصيات الثقافية والاجتماعية والإعلامية.‏

بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والإيراني، كانت كلمة لعضو مجلس نقابة الصحافة فؤاد الحركة الذي رحب بالحضور، ونوّه بمزايا الإمام شرف الدين وإنجازاته العلمية وتضحياته. لافتاً إلى مقاومته الانتداب، ومتمنياً التوفيق والنجاح في كل الخطوات المنوي تحقيقها تخليداً لذكراه وأعماله.‏

بعد ذلك تحدث المستشار الثقافي الإيراني الشيخ نجف علي ميرزائي فقال: العلامة المصلح السيد عبد الحسين شرف الدين كان مصلحاً اجتماعياً بكل مقاييس رجال الإصلاح. كان يمثل قلباً نابضاً في وجه الانحرافات الخطيرة التي حصلت في العالمين العربي والإسلامي في ذلك الوقت.‏

أضاف: إن السيد شرف الدين كان نهضوياً بمقاييس رجال النهضة في الأمة الإسلامية، لذلك نعتبر أن هذا المؤتمر يندرج في سياق إحياء المشاريع النهضوية للأمة الإسلامية. وقال: نحن لا نريد أن نكرّم شخصيات إسلامية لاعتبارات شخصية وحسب، وإنما نكرّمهم أيضاً لأنهم يمثلون الأساس والأصول والمبادئ لتكريس النهضة. من هنا أقول إن الإمام شرف الدين كان إماماً للوحدة الإسلامية والعربية بكل المقاييس، كان الكل يعرف أنه لم يتنازل عن ذرة من قيمه ومبادئه وعقيدته، بل كان يعتبر أن عقيدته هي عقيدة تسامح وتعايش، وكان يقدم قيم أهل البيت (ع) وقيم الإسلام بكل فخر واعتزاز.‏

وتابع ميرزائي: كثيرون يدعون إلى الوحدة، ولكنهم غالباً ما كانوا يحاولون أن يخفوا ما لديهم من قيم لأنهم فشلوا في ربط القيم التي ينتسبون إليها بالقيم التي ينتسب إليها الآخرون. وهكذا يكتسب كتاب "المراجعات" بما هو محاولة حوارية حضارية أهمية بالغة لأنه ينفتح على الحقائق الإسلامية الراقية، ولو اكتشف أحد عظماء الأمة هذه المرجعية التي تربط كل الفروع من تحت، فذلك يعني أن وضع أسس العقيدة الفكرية للأمة العربية والإسلامية لها مرجعيات ولها أصول ومنابع، وفي الوقت نفسه لكل شرعته وعقيدته وتفاصيل مذهبه. واعتبر الشيخ ميرزائي أنه من خلال مراجعة كتب وأعمال الإمام شرف الدين، يشعر المرء كم كانت هذه الشخصية الفكرية تمارس منهج الحوار والنقد الجاد للفكر.‏

وختم المستشار الثقافي الإيراني كلامه بالقول: إن الإمام شرف الدين لا يريد للأمة أن تعيش وتفتخر بالإنجازات الحافلة للأمة الإسلامية فقط، لكنه يدعو الأمة وخاصة علماءها لأن تعيش لحظة حياتها ومستقبلها وحاضرها، وأن ينظروا للأمة نظرة مستقبلية وواقعية وموضوعية.‏

من جهته رئيس مركز الأبحاث للدراسات الثقافية في الحوزة العلمية في قم الشيخ محمد تقي سبحاني قال: إن إحدى صفات شخصية الإمام شرف الدين هو شموليتها، فلقد اشتغل الإمام شرف الدين بجوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية والعربية، وكان له الفقاهة والفكر العظيم والأدب المعاصر، وكان له منهج خاص في الحوار والتربية أيضاً. وقال سبحاني: كان للإمام شرف الدين علاقة بالمذاهب المختلفة، وكان له سعي كبير لبيان الحقيقة بين التيارات المختلفة والمذاهب المتنوعة. ثم عرض لجهد المركز في العمل على جمع وتحقيق تراث الشخصيات الإسلامية الكبرى، ومنهم الإمام شرف الدين، وتمنى على الإعلام أن يسلط الضوء على ما قدمه المركز في مجال التحقيق والبحث العلمي المرتبط بالشخصيات الإسلامية.‏

يُذكر أن المؤتمر سيفتتح في السابع عشر من شهر أيلول/ سبتمبر من العام الجاري في قصر الأونيسكو في بيروت، بحضور شخصيات دولية فكرية وعلمية من أكثر من عشرين بلداً.‏

الانتقاد/ تقرير ـ العدد 1152 ـ 10آذار/مارس2006‏

2006-10-30