ارشيف من : 2005-2008

النشيد الثوري الإسلامي :عزف شجي على أوتار المقاومة

النشيد الثوري الإسلامي :عزف شجي على أوتار المقاومة

كيف ارتدت الكلمة الثورية المقاومة ثوبها النغمي تحت مظلة النصوص الشرعية؟ ووفق أي مقاييس قُدمت لجماهير المقاومة؟ هنا تحقيق يضيء الطريق الذي شقته الأنشودة المقاومة في سعيها للوصول الى آذان وقلوب جماهير المقاومة.‏

عند بدايات النشيد الإسلامي حدثنا الحاج محمد كوثراني قائلاً:‏

تعود تجربة الإنشاد في الحالة الإسلامية في لبنان للعام 1984 مع فرقة الولاية، وأوائل الأناشيد الخاصة بالجهاد والمقاومة، لا سيما نشيد "حزب الله" الذي كتب كلماته الحاج أنور نجم، ووضعت موسيقاه فرقة الولاية. ومع صدى فتوى الإمام الخميني (قده) بشأن العمل الإنشادي والموسيقي الذي جعل متعلق الحكم الشرعي حرمة وحلية الموضوع لا الأصل، بدأت التجربة الإنشادية بالتطور والتحديث في كل مراحل سير العمل من الكلمات التي يكتبها الشعراء مروراً بوضع التأليف الموسيقي الخاص وتوزيع العمل موسيقياً الى التسجيل وفق التقنيات الرقمية الحديثة، وتوزيع العمل بعد ذلك في السوق.‏

والحالة الإسلامية اليوم بصدد وضع معايير ومقاييس علمية وعملية لهذا النوع من الأعمال الفنية، يضع نصب الأعين هدف تقديم نموذج محترف وملتزم من الناحية الشرعية والنظرية لتحقيق وصول الرسالة التي يحملها العمل الى الجمهور بشكل صحيح.‏

من مواكبة عمليات مظفرة الى محاكاة وجدان جماهير المقاومة الملتفة حولها على إيقاع البندقية المزغردة فوق التلال.. الى شاطئ الإعصار العظيم الى التعبير عن هويتنا الأصلية ولاءً وانتماءً الى أشرف عقيدة.. يسمو على ذكر عظمائها ورجالها مدح ورثاء. انتقل النشيد الإسلامي مرتدياً نغمه "ثوباً شرعياً"، متحدياً العوامل الاقتصادية و التجارية ليصل "بسلامٍ" منتصراً في ساحات المهرجانات العالمية حاصداً فيها الجوائز والدرجات..‏

هل سيحافظ ملحنو هذا النشيد ـ المشروع على ما أُنجز؟ هل سيحافظون على هذا التراث كما سيحافظ من أنشدت لأجلهم قلوبنا، عزفت لهم عزفاً منفرداً على أوتار الجهاد، على مقاومةٍ، منشدة للحياة الدنيا والآخرة.. أن حيّ على الجهاد.. حيّ على المقاومة وعلى أناشيدها "الشرعية" المقاومة؟‏

سؤال تتكفل الأيام بالإجابة عنه.‏

ولاء حمود‏

أراء‏

حسين زعيتر "دبلوم دراسات عليا في الموسيقى العربية الشرقية من المعهد الأنطوني في بعبدا: أخذت الإجابة منحى أكثر تفصيلاً، حيث تمنى على ملحني الأناشيد الإسلامية عدم الاعتماد على النغم الغربي، وعدم ترك هذا الكم الرائع من التراث الشرقي المتميز الذي وضع في غير إطاره عندما اعتبرت الآلة الشرقية أداة لهو طربية، في حين ان العكس هو الصحيح، وأن كبار الملحنين اعتمدوا في رسم اللوحة الثورية على الآلات الشرقية، مثل العود والقانون والرق. وقد أشاد زعيتر بإبداعات الرواد الأوائل بإمكانيات غير متطورة وموسيقيين قلّة واستديوهات متواضعة.. ومع ذلك تميزت الأناشيد الأولى بالألحان الجميلة وبراعة الأداء الجماعي. وقد رأى حسين زعيتر ان حرمة الاقتباس من ألحان أهل الفسق واللهو حافز هام للإبداع الإسلامي المتميز.. مشدداً على ابتكار اللحن الثوري الحديث الملائم للكلمة الإسلامية الثورية، الأمر الذي رافق بدايات الأنشودة الإسلامية التي كان لها الأثر الكبير على مستوى مسيرة المقاومة الإسلامية في قبولٍ واسعٍ بين الناس الملتزمين وسواهم.‏

أما علي سلمان (شاعر وملحن متعاون مع الإسراء والولاء ونور الهادي)، فقد أدخل الحديث في تفاصيل الحكم الشرعي بين الحرمة والحلية، فاعتبر أن الإشكال يقع بقوة عندما أسقط بعض الموزعين ألحان الأغاني الشائعة قديماً على كلماتٍ مرصوفة دون فكرةٍ في مدح أئمة آل البيت (ع) أو رموز قيادية في المقاومة.. وهذا أمر مرفوض لأنه تجاري بحت، وتكمن خطورته في ان السامع لن يعايش كلمات النشيد الجديد، بل سيتفاعل على وجدانه عبر ذاكرته مع كلمات أغنية قديمة مسروقة اللحن.. وقد أشار سلمان الى ثبات الحكم الشرعي وتحرك وتطور فهمه وقراءته، وأقرّ بوجود محاولات جدية للإبداع مع آلات جديدة لم تكن سابقاً.. وقد أصرّ على تذوق العمل الفني ضمن روحيته، وأشار الى تعرض إنجازات الفرق الإسلامية الراقية لمنافسة التجار الذين استغلوا جهل أصحاب الاستديوهات بالأحكام وعدم قدرتهم على تشخيص الحلال من الحرام في هذا الموضوع، اذ كان يطلب إنتاج شريط بتوجه الى الملتزمين حديثاً بديلاً عن الأغنية، لذلك طالب سلمان بتشكيل لجنة تضبط إيقاع اللحن الإسلامي الشرعي، وتمتلك عناصرها خبراتٍ عالية شرعية وفنية. وقد رأى علي سلمان ان النشيد الإسلامي ساهم برغم كل معوقاته بتعبئة الروح الثورية لدى المقاومين، وبتشكيل الرأي العام متعاطفاً مع المقاومة. وقد أدى النشيد دوراً مهماً على مستوى الاعلام الإسلامي المقاوم في توجيه رسائل الى جماهير المقاومة، وتأمين المادة الإنشادية الملائمة لكل مستجد طارئ.. ولكل مناسبة دينية.‏

2006-10-30