ارشيف من : 2005-2008
"روح الله" سلسلة وثائقية في مسلسل درامي :سيرة ثورة في رجل حبست الأنفاس
"روح الله"، سيرة ثورة وشعب في حياة رجل واحد، أعدها "أيمن زغيب"، وعرضها تلفزيون المنار في العشرة الثالثة لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية على النظام البهلوي.
الحلقات العشر، كشفت عن الصفات العشر لروح الله الخميني الذي فجر الثورة وقادها، وأسس الدولة، وحكم بولاية الفقيه، وعاش في موقعه كمرجع ديني، وزعيم شعبي، وعرفاني وشاعر، ورب عائلة، وأخيراً كخادم للشعب، وهو اللقب الذي اختاره لنفسه.
الجمع بين كل هذه الصفات في سلسلة وثائقية مصورة محورها رجل، مهمة شاقة، نعم هي مهمة بالنسبة لـ"أيمن زغيب"، فكيف إذا كان هذا الرجل هو الإمام الخميني، وكان خيط الغيب والشهادة يجمع بين جميع صفاته، ويحرك التدخل الإلهي الأحداث المحيطة به.
ما الذي ستقوله غير الذي تضمنته السيرة المصورة للإمام الخميني؟ يجيب "أيمن زغيب":
"مات أبوه قبل ولادته، وحال مرض والدته بينه وبين حليبها، فأرضعته امراة أخرى حليباً تدفق بعد جفاف، وعندما بلغ مرحلة الفتوة، ذهب يتعبد في غار بقريته "خومين"، وتزوج في الثامنة والعشرين من عمره بامراة تدعى خديجة، وعندما بلغ الأربعين من العمر أعلن ثورته، وعاد من المنفى بعد 13 سنة، ودخل طهران من مطارها المغلق أمام طائرته، كاد سرطان المعدة ان يقضي عليه لكنه توقف عن الانتشار فجأة ليعود نشيطاً بعد عشر سنوات، كانت كافية ليقود الثورة ويؤسس الدولة، ويدافع عن النظام الاسلامي في حرب شنها البعث العراقي دون هوادة، ولم يمهله سرطان المعدة سوى 12 يوماً فقط قبل ان ينتقل الإمام إلى ذمة الله".
لولا أن الحديث يدور عن الإمام الخميني، لاعتقد البعض اننا نتحدث عن رسول الله محمد (ص)، ومع ذلك فإن هذا التشابه المثير يحير العقل، ويدفع الى طرح أسئلة كثيرة، أغلب الظن لا أجوبة لها إلا عند "مالك يوم الدين".
ولكن ما الذي تغير من يوم عودته الى طهران، ويوم جنازته التي لا مثيل لها في التاريخ؟
"ثلاثة ملايين". يجيب "أيمن زغيب"، "استقبلته طهران وحدها حين عودته من منفاه الباريسي بسبعة ملايين شخص، وودعته في تشييعه بـ11 مليوناً".
"ولكن من هو الخميني؟". هذا السؤال سألته "فرح ديبا" زوجة الشاه رضا بهلوي عندما كانت تسمع هدير الملايين من الايرانيين يتظاهرون في الشوارع تلبية لدعوته، وهذه الجملة أوردها الصحافي المصري محمد حسنين هيكل في مقدمة كتابه الشهير "مدافع آية الله".
"هو صاحب (كشف الأسرار)" يجيب أيمن زغيب "الذي تحدث فيه عام 1942 عن حاكمية علماء الدين. هو رجل لا يمكن الاحاطة به، ليس ثورياً فقط، إنما صاحب انتاج فكري وثقافي، والانجاز الأهم في حياته برأيي هو بناء الدولة بمؤسساتها وجيشها، بعد قيادة الثورة الى نصرها، على أساس نظام يستند الى ولاية الفقيه".
قبل أن تولد سيرة الإمام الخميني وتُُعرض في "روح الله" على المنار كان على "أيمن زغيب" ان يذهب الى بلدة خومين. بحث عن الأحداث في نحو ألفي صورة فوتوغرافية، وشاهد 200 ساعة من الأرشيف التلفزيوني، وأجرى ستين مقابلة في ثمانية بلدان عربية واسلامية مع شخصيات عاشت مع الإمام تفاصيل معينة، وانعزل في غرفة المونتاج 3500 ساعة من العمل الفعلي قبل ان ينتج 10 ساعات متلفزة تؤرخ حياة الإمام الذي هز العالم في الربع الأخير من القرن العشرين. ويعتقد "ان هذه الساعات العشر تضم أفضل ما في أرشيف روح الله الخميني".
هل تستطيع ان تنتج حلقات جديدة عن حياة الإمام، أما ان ما قدمته هو كل شيء عن سيرته؟
"استطيع ان انتج 10 حلقات إضافية، فحياة هذا القائد الكبير لا يمكن الاحاطة بها بمجموعة حلقات تلفزيونية، وهي تفتح الأبواب نحو تأريخ سيرة رجالات عاشوا عصرنا الحالي، وساهموا في نهضتنا".
ولأن السلسلة الوثائقية، تابعها الجمهور بشغف المسلسلات الدرامية، فإن مُعدها يعترف بأنه تورط في علاقة عاطفية مع بطل الفيلم. اكتشف منذ البداية أنه أمام شخصية مختلفة، غيرت في مسار حياته الاجتماعية والمهنية.
قاسم متيرك
الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1156 ـ 7 نيسان/أبريل 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018