ارشيف من : 2005-2008
أحاديث في الترغيب في حضور القلب(*)
في ذكر قليل من أحاديث أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم في الترغيب في حضور القلب، ونحن نكتفي هنا بذكر بعضها:
فعن الرسول الخاتم (ص): "اعبد الله كأنك تراه، وإن لم تكن تراه فإنه يراك"، يستفاد من هذا الحديث مرتبتان من مراتب حضور القلب، الأولى: أن السالك يكون مشاهداً جمال الجميل في تجليات حضرة المحبوب على نحو تكون جميع مسامع قلبه مسدودة عن سائر الموجودات، وتكون بصيرته مفتوحة لجمال ذي الجلال الطاهر ولا يشاهد غيره، وبالجملة يكون مشغولاً بالحاضر وغافلاً عن المحضر والحضور.
والمرتبة الثانية التي هي دون تلك المرتبة أن يرى السالك نفسه حاضراً في محضره، ويلاحظ أدب الحضور والمحضر. فالرسول الأكرم كأنه يقول إن كنت تستطيع أن تكون من أهل المقام الأول وتأتي بعباده الله على ذلك النحو فافعل، وإلا فلا تغفل عن أنك في المحضر الربوبي. ولمحضر الحق تعالى أدب تكون الغفلة عنه لا محالة بعداً عن مقام العبودية، والى هذا أشير في الحديث الذي رواه أبو حمزة الثمالي رضي الله عنه، قال: "رأيت عليّ بين الحسين عليه السلام يصلي فسقط رداؤه عن منكبه فلم يسوّه حتى فرغ من صلاته، قال: فسألته عن ذلك، فقال: ويحك أتدري بين يديّ من كنت؟".
وفي الحديث أيضاً عن الرسول (ص) "إنالرجلين من أمتي يقومان إلى الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد، وأن ما بين صلاتهما ما بين السماء والأرض".
وقال (ص): "من صلّى ركعتين لم يحدّث فيهما نفسه بشيء من الدنيا غفر الله له ذنوبه". وعنه (ص): "ان من الصلاة لما يقبل نصفها وثلثها وربعها وخمسها إلى العشر، وان منها لما تلفّ كما يلفّ الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها"، وان "ما لك في صلاتك الا ما أقبلت عليه بقلبك". وعن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول (ص): "اذا قام العبد المؤمن في صلاته نظر الله اليه، أو قال أقبل الله عليه حتى ينصرف وأظلّته الرحمة من فوق رأسه إلى أفق السماء والملائكة تحفّه من حوله إلى أفق السماء، ووكل الله به ملكاً قائماً على رأسه يقول أيها المصلّي لو تعلم من ينظر اليك ومن تناجي ما التفتّ، ولا زلت من موضعك أبداً".
(*) من كتاب الآداب المعنوية للصلاة للإمام الخميني (قده)
العهد الثقافي/ نور الولاية ـ العدد 1158ـ 21 نيسان/ ابريل 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018