ارشيف من : 2005-2008
عام الرسول(ص)
يأتي إعلان الإمام الخامنئي حفظه المولى ورعاه هذا العام عاماً للرسول الأكرم (ص), ليعيد إلى العالم الإسلامي, صورة زاهية عن زمن آفل فارقوه وما فارقهم، افتقدوه وما افتقدوا حنينهم إليه، في لحظة تنكرت لهم وزادت من تشبثهم بأيام مجيدة كان لنبيهم فيها صولات وجولات على وجه الأرض التي شهدت نبوته ورسالته، واستمعت خاشعة لآيات كتابه وصهيل جياده وصليل أسيافه...
لقد غيّر هذا النبي العظيم وجه الصحراء، صحراء الروح والعطش الروحي قبل صحراء المادة والتحضر المادي والمظاهر المرافقة. فأرسى للقبائل المتناحرة ـ بسبب أو بدونه ـ دعائم حضارة عريقة شهد لها الشرق والغرب، واعترف بفضلها العدو والصديق، فإذا بهذه القبائل التي كانت تتذابح من أجل عصبياتها وأفخاذها، أو من أجل الماء والكلأ في أحسن الأحوال، تحارب من أجل الفكرة، فكرة الحق والخير والعدالة "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار".
يا له من انقلاب حقيقي بدّل جوهر حركة الإنسان الجاهلي. ويا لها من ثورة فكرية ـ روحية عميقة كسّرت المباني الفكرية الجاهلية الرثّة، وحررت الذهنية الراكدة من صيحات الثأر، واستبدلتها بالتسابيح والتهليل والتكبير من مآذن المساجد البكر.
هذا الرسول العظيم الذي اجتمعت في شخصيته كل الصفات والخصائص والقيم الإنسانية من علم وفضل وحكمة وشجاعة، واتسع قلبه لآلام الناس ومشاكلهم.
رأى الإمام الخامنئي إلى هذا الرسول الكريم الذي حرّر الإنسان يصبح مادةً للتهكم والسخرية في رسوم كاريكاتيرية تافهة وحاقدة، فأعلن هذا العام عاماً للرسول، وهكذا كان عاماً للقيم والمعاني التي بشّر بها خاتم الأنبياء.
حسن نعيم
الانتقاد/نقطة حبر ـ العدد 1159 ـ 28 نيسان/أبريل 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018