ارشيف من : 2005-2008

حلب عاصمة الثقافة الإسلامية ـ2ـ حلب في تراث الرحّالة والمستشرقين

حلب عاصمة الثقافة الإسلامية ـ2ـ حلب في تراث الرحّالة والمستشرقين

يأتي إعلان حلب عاصمة للثقافة الإسلامية باحتفالياته وأنشطته وندواته ومحاضراته ليضيء جوانب كانت مخفية في مسيرة هذه المدينة الإسلامية العريقة التي اشتهرت ببلاط سيف الدولة الحمداني وكبار شعراء العربية كالمتنبي وأبي فراس الحمداني...‏

وإذا كانت المدينة لم تحظَ بالأهمية التي تستحقها بين مدائن العالم الإسلامي, ومدائن العالم التراثية والحضارية، فإن احتفاليات حلب عاصمة الثقافة الإسلامية وما تضمنته من أنشطة تشهدها المدينة في هذه الأيام من افتتاح معارض ومكتبات ومساجد وندوات ومحاضرات تعطي صورة وافية عن تاريخها وأدبها وفنونها وحضارتها الضاربة في الزمن. وقد تنبّه إلى الأهمية البارزة التي تتمتع بها هذه المدينة العريقة كبار الرحّالة والمستشرقين، فكانت محط أنظارهم ومحل إعجابهم وتقديرهم.‏

هنا إطلالة على أبرز ما جاء في أقوال ومرويّات كبار الرحالين في عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام.‏

حلب في أقوال الرحالة والمستشرقين‏

ياقوت الحموي (معجم البلدان):‏

إن الله خص حلب بالبركة وفضلها على جميع البلدان.‏

عز الدين بن شداد:‏

حلب أعظم البلاد جمالا وأفخرها زينة وجلالا، مشهورة بالفخار، علية البناء والمنار، ظلها ضاف، وماؤها صاف وسعدها واف. لم تزل منهلا لكل وارد وملجأ لكل قاصد، لم تر العين أجمل من بهائها ولا أطيب من هوائها ولا أظرف من أبنائها.‏

ابن بطوطة:‏

حلب من أعز البلاد التي لا نظير لها في حسن الوضع وإتقان الترتيب واتساع الأسواق وانتظام بعضها ببعض وأسواقها مسقفة بالخشب فأهلها دائما في ظل ممدود وقيسارتها التي لا تماثل حسنا وكبرا، وهي تحيط بمسجدها وهي من المدن التي تصلح للخلافة.‏

الرحالة الإنكليزي بوكوك ـ القرن التاسع عشر:‏

حلب من أجمل مدن الشرق.‏

الرحالة الفرنسي فولني ـ القرن 18‏

قد تكون حلب أنظف مدينة في السلطنة العثمانية وأجملها بناءً وألطفها عشرة وأصحاها مناخا والحلبيون هم اكثر أهل السلطنة تمدنا.‏

قنصل فرنسا في حلب لورانسز ـ القرن 19‏

حلب من أجمل مدن السلطنة يحكمها باشا بثلاث شرابات.‏

حلب تفضل القاهرة …‏

آه حقا حلب ملكة الشرق.‏

القنصل الفرنسي دافيور 1683م:‏

إن مدينة حلب هي الثالثة في الممتلكات العثمانية بالأهمية، فبوصفها وسعتها وسكانها ورخائها، هي أقل من القسطنطينية والقاهرة، إلا أنها بصحة هوائها ومتانة بنائها وأناقتها ونظافة طرقها أفضل من الاثنتين، وعلى الرغم من ضعفها التجاري النسبي، إلا أنها لا تزال تتمتع بشهرة تجارية.‏

جون الدرد ـ القرن 16م‏

حلب فيها من كل جنس، فهناك اليهود والتتر والفرس والأرمن والمصريون والهنود وأنواع عدة من الأوروبيين، والكل يتمتع بحرية العقيدة.‏

داندولو ـ قنصل البندقية عام 1599م:‏

حلب الهند الصغيرة بخاناتها الواسعة وتجارها الأغنياء ومبانيها الجميلة.‏

د . ليلى الصباغ ـ الجاليات في حلب ص  313:‏

مهما قيل في انحطاط تجارة حلب في أواخر القرن السابع عشر، فإن المدينة بقيت أكبر وأجمل وأغنى مدينة في كل الإمبراطورية العثمانية بعد القسطنطينية والقاهرة.‏

الرحالة الإنكليزي رامبلز ـ 1858:‏

حلب كأنها لندن الصغيرة لمن يقصدها بعد زيارته المدن الخراب والبادية الصحراوية فإنه يجد فيها الراحة والانشراح، وسكانها هادئون ومسالمون.‏

بازيلي: رحلات في القرن السادس عشر  ص 308:‏

لقد ظلت مدينة حلب بالرغم من كل ما دهاها، المدينة الثالثة في الإمبراطورية العثمانية بعد القسطنطينية (استنبول) والقاهرة، بل أنها كانت تفوق الأخيرة لموقعها الجغرافي المتوسط ـ الذي جعلها مركز توزيع عالمي، وظل السياح يعلقون بدهشة وإعجاب على اختلاف اللغات والأجناس التي تلتقي على صعيدها، وتنوع منتجاتها وسلعها، ويصفون بتقدير حماماتها العامة وأسواقها الحجرية النظيفة وقلعتها العربية الشامخة وخاناتها الواسعة وأبوابها العشرة وأبنيتها الحجرية المزخرفة وطرقها المرصوفة‏

لامرتين 1830:‏

حلب أثينا الآسيوية، وأخلاق أهلها تمتاز بالسمو والنبل.‏

ابن جبير:‏

قدرها خطير وذكرها في كل مكان يطير، خطابها من الملوك كثير، ومحلها في النفوس أثير، فكم هاجت من كفاح سلّ عليها من بيض الصفاح، هذه حلب كم أدخلت ملوكها في خبر كان، ونسخت صرف الزمان بالمكان…. هيهات سيهرم شبابها ويعدم خطابها ويسرع فيما بعد حين خرابها.‏

الرحالة جرتلود بل ـ مطلع القرن العشرين.‏

لا أعرف حتى الآن مدينة تعتبر بوابة للدخول إلى آسيا أفضل من مدينة حلب ذلك أن هذه المدينة تتميز برجولة مواطنيها، وبعظيم فنونها المعمارية ومحافظتها على روح وذوق التراث العربي ما جعلها تحظى بتقدير خاص دون سائر المدن السورية الأخرى.‏

جون دافيد ـ كتاب الكون العجيب 1848‏

على عكس ما يحسه الأجنبي في أية ناحية أخرى من نواحي الإمبراطورية العثمانية فإنه لا يشعر بحلب بأنه متكدر أبداً.‏

وقد وصفها أحد خبراء اليونسكو في تقريره إلى المنظمة المذكورة‏

نظراً لجمال مدينة حلب المعماري الذي حافظت عليه عبر العصور فإنها تستحق الاعتبار الذي لمدن البندقية وفلورنسة، ما يجعلها جزءا من التراث الثقافي العالمي الذي يجب أن يصان.‏

وإثر ذلك سجلت منظمة اليونسكو في عام 1986 مدينة حلب في قائمة المعالم التاريخية الواجب المحافظة عليه.‏

الانتقاد/ ثقافة ـ العدد 1157ـ 14 نيسان/ أبريل 2006‏

2006-10-30