ارشيف من : 2005-2008

السفارة الإيرانية تحيي الذكرى الـ17 لرحيل الإمام الخميني والسيد نصر الله: يجب أن نفتش عن عناصر القوة عندنا ونزيل ما يثير قلقنا

السفارة الإيرانية تحيي الذكرى الـ17 لرحيل الإمام الخميني والسيد نصر الله: يجب أن نفتش عن عناصر القوة عندنا ونزيل ما يثير قلقنا

كما في كل عام يحيي العالمان العربي والإسلامي ذكرى رحيل مفجر الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني (قده) في مرحلة تتسم عادة بالتحديات الكبرى.. تحديات فرضها الاستكبار العالمي المتجسد اليوم بالولايات المتحدة الأميركية وربيبتها "إسرائيل" على شعوبنا، وهي مناسبة يطلق خلالها الخطباء مواقف تؤكد على أحقية هذه الأمة في أن تعيش بعزة وكرامة ورخاء بعدما كانت تعيش فيما مضى بالغبن والمظلومية والضياع.‏

وفي هذا العام أحيت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت ـ قصر الأونيسكو ـ الذكرى السنوية السابعة عشرة لرحيل الإمام بحضور حشد من الشخصيات السياسية والوزارية والنيابية، وممثلين عن الرؤساء الثلاثة، إضافة إلى وفود عسكرية وروحية وحزبية وشعبية، يتقدمهم الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي ألقى كلمة بالمناسبة تحدث فيها مطولاً عن فكر الإمام، فاعتبر أن الإمام "أحيا الإسلام قولا وعملا، وعرضه مع ما يتناسب مع متطلبات العصر ومقتضيات الزمان والمكان".‏

ثم تطرق إلى تجربة المقاومة في لبنان، فأكد أن تسديدها وقوتها لم تكن تُستمد من العناصر المادية والبشرية المتاحة بين يديها، وإنما من إيمانها الصادق والواثق بالله والتوكل عليه.‏

وقال "إن بعض العقول التي لم تستوعب الانتصار في لبنان في أيار عام 2000 لأنها لا تؤمن بالله أو لأنها لا تثق بالله، لم تكن تتصور أن انتصارا من هذا النوع قد يتحقق فذهبت إلى القول إن هناك صفقة ما تحت الطاولة بين حزب الله و"إسرائيل" وأميركا وإيران وسوريا تقتضي بالانسحاب من جنوب لبنان. وذهب بعض آخر ليقول إن "إسرائيل" باتت مدنية ومتحضرة ومطيعة للقرارات الدولية(..) واليوم أيضاً عندما تقف المقاومة وتجدد قولها والتزامها وتقول: نحن نقف في وجه هذا العدو، نحن قادرون على استعادة بقية أرضنا المحتلة وعلى إطلاق سراح معتقلينا وعلى حماية بلدنا وعلى مواجهة كل الشروط التي تملى بلدنا، بل قادرون على أن نفرض شروطنا على هذا العدو وعلى من يقف وراءه، إنما تقول المقاومة ذلك كله انطلاقاً من إيمانها وثقتها ويقينها بالله تعالى".‏

تابع "بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وقف الإمام وقدم انتصاره الكبير للعالمين العربي والإسلامي، وأكد أن إيران عادت لتكون جزءاً من هذه الأمة. وكما اليوم حال أمتنا غريب، يأتي شخص ويقول لهم: أنا معكم، أنا قوة لكم، مكاني كان الشاه، الشاه كان عميل أميركا وشرطي الخليج، وكان يسوم حكام وحكومات المنطقة سوء العذاب والذل والعار، وكان حليفا استراتيجيا لـ"إسرائيل"، أما أنا فمعكم، مع فلسطين، مع حريتكم مع شرفكم، سفارة "إسرائيل" ألغيتها وأقمت أول سفارة لفلسطين، وأنا معكم، إيران لن تكون شرطيا لأحد. إيران ستكون أخا وجارا وصديقا لكل محيطها العربي والإسلامي وقوة لكل هذه الأمة. ولكن ماذا جرى؟ ردوا يد الإمام إلى فمه، وحاسبوه على النوايا كما يحصل اليوم. تقف وتقول لهم، هذه المقاومة قوة لكم، هذا النصر لكم، حاضرون أن تقدموا شهداء معاً أهلاً بكم، وإذا كنتم غير حاضرين فنحن لا نتخلى وحاضرون أن نقدم أنفسنا وأولادنا شهداء، هذا قوة لكم، فيجيبونك نحن لا نريد!".‏

وأكد سماحته أن الإمام "أحدث تحولا استراتيجيا وتاريخيا في وضع المنطقة وفي مسار الصراع العربي الإسرائيلي، ولكن أغلب العرب لم يحسنوا الاستفادة من هذا التحول، بل عملوا على محاصرته، فكانت الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية في إيران، ولكن إيران صمدت وخرجت من المعركة مرفوعة الرأس. اليوم في الوضع الجديد، إيران هي قوة للعرب وللمسلمين وللبنان ولفلسطين ولكل شعوبنا العربية والإسلامية، لكن كيف نتعاطى مع هذه القوة؟ اليوم، الاميركي يشعر أن هذه القوة لو استند إليها، وهي قوة مستندة إلى الله سبحانه وتعالى، ستحسم المعركة، ولذلك كما قلت قبل أيام في مهرجان صور، يجب اصطناع الأعداء، وبالتالي يجب أن تقدم إيران كعدو، وهذه المرة تقدم إيران ليس كعدو فارسي، يعني الذين يتحدثون عندنا عن الإمبراطورية الفارسية هؤلاء متأخرون 27 سنة، وإنما كشيعة. إيران الدولة الشيعية خطر عليكم أيها المسلمون السنة، يا كل أتباع المذاهب الإسلامية الباقية، إيران الإمامية خطر عليكم، ولذلك أميركا تعمل لإحداث هذه المواجهة. في العراق، القتلة في العراق من أي طائفة كانوا هم أميركيون وصهاينة وسي آي إي وموساد، الذين ينالون من المقدسات في العراق سواء كانت للمسلمين أو للمسيحيين، للسنة او للشيعة هم موساد إسرائيلي وسي آي إي أميركي علموا أو لم يعلموا. وأميركا تريد أخذ كل منطقتنا إلى هذه المعركة وإلى هذه المواجهة ومن جملتها لبنان. هنا مسؤولية القيادات. هناك حوادث تحصل والتباسات قائمة في الفهم، نحن يجب أن نشرح لبعضنا وأن نوضح لبعضنا، الجمهورية الإسلامية في إيران بسبب الإعلام المعادي والتشويه الإعلامي حصلت التباسات حول موقفها من العديد من القضايا، لكن موقفها في الموضوع الفلسطيني جلي وواضح ومشرف إلى حد لا يمكن إثارة أي التباس حوله، ولكن في الأماكن الأخرى هناك التباس بسبب شدة الهجوم الإعلامي، ومن جهة أخرى عدم القدرة في تقديم الموقف الإيراني بصورة صحيحة للعالم. يجب أن نفتش عن عناصر القوة الحقيقية عندنا في لبنان وفي منطقتنا وفي الأمة، وأن نحافظ عليها، وإذا كان هناك نقاط قلق منها، نعمل على إزالتها، وهذا لا يحصل إلا بالحوار والتلاقي والتفاهم".‏

وتطرق السيد نصر الله إلى مؤتمر الحوار فقال "اليوم نحن على أبواب نقاش في 8 حزيران، لكن الخطابات التي سمعناها في الآونة الأخيرة، تدعي أن هناك مشكلة في المنطقة اسمها سلاح المقاومة، وأنا أنبه هؤلاء، وخصوصا الذين لهم تاريخ غير مناسب في الموضوع الإسرائيلي، أنكم وأنتم تتحدثون عن "مشكلة" اسمها سلاح المقاومة لا تتطرقون نهائيا لشيء اسمه سلاح العدوان، ولا تأتون بذكر على سيرة العدو وتهديده وأطماعه واحتلاله، هل أنتم نسيتم العدو بالمطلق؟ بالكامل؟ هل أنتم ناسون لهذه الدرجة أم أنتم غير مقتنعين بأنه عدو يشكل تهديدا؟!".‏

شيباني‏

وألقى السفير الإيراني الجديد محمد رضا رؤوف شيباني كلمة أكد فيها أن الإمام أول من أطلق النداء إلى الإنسانية للتواصل والحوار والوحدة بين المسلمين والمستضعفين"، مؤكداً حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية".‏

وجدد شيباني وقوف إيران إلى جانب "لبنان الشقيق شعبا ودولة وبجانب مقاومته الشريفة الباسلة"، مؤكداً "الدعم الكامل لكل ما يجمع ويوحد بين اللبنانيين على قاعدة وحدة لبنان وشعبه".‏

قبلان‏

وتحدث نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان، فأكد أن الإمام الخميني "استطاع بثورته أن يلحق الهزيمة بكل مستكبر ومتجبر وطاغية وظالم، فغدا مدرسة وخطا ونهجا لكل أمة تريد أن تصنع مصيرها بيدها"، لافتا إلى "أن وحدة المسلمين أمانة في أعناقنا جميعا".‏

وختم بالقول: "علينا أن نتعاون ونتناصح ونلتزم جميعا الحوار البناء الذي من خلاله نستطيع أن نصل إلى لبنان الواحد الموحد، لبنان القادر بشعبه ومقاومته وصيغة عيشه المشترك أن يواجه المخاطر والتحديات".‏

قباني‏

ثم ألقى الشيخ احمد درويش الكردي كلمة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد قباني فقال "ان وحدة الكلمة، هي فرض على المسلمين مهما كانت الظروف والأسباب التي تؤدي إلى خلاف، فلا بد من ردم الخلاف وتحقيق الوحدة الإسلامية الإيمانية واحترام الأمم والشعوب والرسالات"، موجهاً التحية إلى "المقاومة في لبنان، وكل مقاومة ضد العدو"، داعيا إلى "معرفة العدو ومجابهته، وألا نتعرض للصديق والأهل والأصحاب مهما كانت النزعات التي تقع من ضعيف نفس".‏

كشيشيان‏

وألقى مطران الأرمن نيشان طوبوزيان كلمة كاثوليكوس الطائفة الأرمنية لبيت كيليكيا آرام الأول كشيشيان، فشدد على "أهمية دور القيم الروحية والأخلاقية في المجتمعات"، لافتاً إلى "أن رسالة الثورة الإسلامية هي الدعوة إلى العودة إلى القيم الانسانية والروحية"، مشيرا إلى "أن الجالية الارمنية في إيران تعيش بانصهار كامل، وكان لها دور فعال في الثورة الاسلامية للامام الخميني".‏

بري‏

وألقى النائب أيوب حميد كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري تناول فيها القواعد التي أرساها الإمام الخميني والتي تأسست عليها الجمهورية الإسلامية الايرانية.‏

ودعا حميد إلى حفظ مشروع أنموذج لبنان الكوني الذي أطلقه الإمام الصدر، معتبرا أن لبنان يمثل موقع حوار الحضارات والأديان ومتحفا للتاريخ والتراث الانساني". كما دعا إلى دعم أنموذج المقاومة الذي يمثله لبنان وأنموذج التعايش الذي يمثله بلدنا، والذي نظر اليه الراحل الكبير الإمام الخميني كواحة للتسامح والمحبة. وتطرق حميد إلى الملف النووي الإيراني فاعتبره عنصر قوة للعالم الإسلامي ولشعوب العالم الثالث وللشعوب العربية بالذات، التي يجب أن تتسلح بالعلم والمعرفة كحق إنساني من حقوقها.‏

الانتقاد/ مناسبات ـ العدد 1165 ـ 9 حزيران/يونيو2006‏

2006-10-30