ارشيف من : 2005-2008
"بس ماتت" القيم
المتشدّقون بحرية الإعلام والتعبير والمتباكون على الحرية المهيضة الجناح في لبنان, والذين ذرفوا دموع التماسيح على السلم الأهلي المهدد بفعل الغضبة الشعبية العارمة التي تسبب بها برنامج تلفزيوني لا يراعي الكرامات والمقامات والمشاعر، كل هؤلاء لم يدركوا السبب الحقيقي لخروج الناس من بيوتها في الليل الذين كانوا يعدّونه للنوم والراحة من تعب النهار.. وربما حتى الآن لم يدرك هؤلاء المعنى الحقيقي لذلك الخروج العفوي غير المدروس وغير المخطط له، وذلك على قاعدة "لا يعرف الشوق إلاّ من يكابده"..
لكل أولئك نقول: إن جماهير المقاومة في الضاحية والبقاع والجنوب أحسّت بطعنة عميقة في وجدانها وهي ترى صورة رمزها المعنوي والديني والجهادي تعبث بها جماعة "الهوب هوب.. والعو عو .."، لكأن من كان ينتظر من أولئك الناس الطيبين طرفة ما يغسل بها تعب نهاره يجابَه بمدية صدئة حادّة تنزل في صدره, فقام من فوره ثائراً لكرامته ساخطاً غاضباً لاعناً الطعنة وطاعنها، وهذا أقل حقّه.
المنافحون عن الحرية الإعلامية المزعومة غاب عنهم أو نسوا أو تناسوا أن "السيد حسن" يمثّل للملايين في هذا العالم العربي والإسلامي القيمة المعنوية والروحية المرتبطة بخط الأنبياء والرسل والقادة الأفذاذ الذين لا تجود البشرية بأمثالهم إلا في فترات متباعدة من الزمن.. قد كان البعض من هؤلاء الجماهير استعظم خطوة جلوس "السيد" بعمامته وعباءته على طاولة الحوار، ليس استصغاراً من شأن الجالسين على هذه الطاولة، وإنما خوفاً وحرصاً على هذه الأيقونة الجهادية أن ينالها شيء من غبار النقاشات والسجالات.
إذا كانت الحال كما ترون، فهل الحرية المسؤولة تدعوكم للتجرؤ على كرامات ومقدسات الناس؟!
حسن نعيم
الانتقاد/نقطة حبرـ العدد 1165 ـ 9 حزيران/ يونيو 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018