ارشيف من : 2005-2008

خطاب السماحة والسيادة والرؤية الواضحة

خطاب السماحة والسيادة والرؤية الواضحة

لا نجافي الحقيقة إذا قلنا ان الخطاب الكبير الذي ألقاه سماحة السيد حسن نصر الله في مناسبة غالية على قلوب الإنسانية جمعاء، وهي ذكرى مولد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كان خطاباً عظيماً بكل المعاني، ونحن هنا لا نضيف جديدا، فكل خطابات سيد المقاومة وكلماته لها معانيها ودلالاتها وأحاسيسها المعبرة الصادقة، إذ لا يمكن لأي متابع ومستمع لهذا الخطاب إلا وأن يشعر بالعزة العربية والإسلامية واللبنانية بعد شعور باليأس والقنوط مما يحصل من ممارسات سلبية وقصور سياسي مقصود وغير مقصود، وبكلتا الحالتين هو خدمة لأعداء لبنان والعروبة والاسلام.‏

كما لا بد للمتابع من أن يستفيض به الاحساس الانساني النبيل ليذرف الدمع وهو يستمع لكلام هذه القامة الكبيرة التي تسمي الأشياء بمسمياتها، وتوصفها كما هي دون خوف أو وجل في هذا الزمن الصعب، حيث تقلب المفاهيم ويتم توزيعها بعد طبخها داخل المطبخ الصهيو ـ أميركي لتصل إلى بعض المجموعات من أصحاب الفكر التغريبي لتسوّقها بحماقة داخل مجتمعاتها حيث أصبحت في هذا الزمن الصعب المقاومة إرهاباً والواقعية والدبلوماسية السياسية ذلاً واستكانة، والديكتاتورية الفاقعة ديمقراطية، والأعداء أصدقاء والأصدقاء أعداء، والشياطين ملائكة، والأقزام كباراً، والحق باطلاً والباطل حقاً، في ظل مجتمع دولي غائب وصامت ومسخّر لخدمة المصالح الاميركية والاسرائيلية.‏

كما لا بد للمستمع إلا وأن يشعر بالعزة الحقيقية والأمل الصادق بأننا لسنا أمة نكرة على هامش التاريخ، ولم ولن يبلغ بنا الضعف حد الاستسلام ليأخذ دفعاً وانطلاقة كبيرة إلى الأمام، فينتقل وهو يستمع لخطاب السيد من عالم لآخر، من عالم الضعف والذل والتأمرك والتأسرل، والتي تسوقه مجموعة قليلة دأبت على العيش من خلال التناقضات والتجارة السياسية معتمدة أسلوب اليأس والتهميش تحت لافتة الواقعية السياسية، إلى عالم العزة والكرامة والدفاع عن الحقوق، والتحليل السياسي الواعي، والزهد الاجتماعي، والعشق الوطني والقومي، والصفاء والنقاء الخالي من المصالح الذاتية والأنانية.‏

لقد خاطب السيد، سيد المقاومة والنضال، كل انسان عربي ولبناني بلغة العقل والقلب الصادق، مجسداً ذلك عملاً نادراً قبل القول، وأعتقد أن أي إنسان لديه ذرة من العروبة والإسلام والحب للبنان لا بد وأن ينصب ويلتزم ويتفهم ما قاله السيد، ومن لم يفهم هذا الخطاب نعتقد أنه ليس لديه أي ذرة من العروبة والاسلام والحب للبنان.‏

واسمح لي يا سيدي يا سيد المقاومة أن أقول انك مثلت في خطابك كل السماحة اسماً وفعلاً عندما سامحت من ارادوا اغتيالك، ومثلت رمز السيادة والحرية والاستقلال قولاً وفعلاً، وليس غريباً وأنت السيد الحر فعلاً، ومثلت حسن القول والفعل، وأعطيتنا أملاً بأن نصر الله قادم لا ريب فيه.‏

وكنت اسماً وقولاً وفعلاً (سماحة السيد حسن نصر الله)، واسمح لي أن أضيف انك تمثل ضمانة الوحدة والسيادة اللبنانية وضمانة للعروبة والاسلام.‏

كما أرجو أن تسمح لي أن استعين بعبارة من خطابك العظيم وأقول إنه من نكد الدهر وحماقته أن لا يفهم ولا يعي ولا يلتزم البعض بعد هذا المضمون الرائع لخطابك مفضلاً أن يبقى هائماً محتمياً أملاً بأمان مع من لا أمان (لبنيه معه). وهؤلاء يا سيدي لا دواء لهم وينطبق عليهم قول الشاعر:‏

لكل داء دواء يستطب به‏

الا الحماقة أعيت من يداويها‏

فلا تتعب نفسك مع أمثال هؤلاء فلن يحب الأقزام العمالقة، ولن يحب الباطل الحق.‏

أكرم مكنّا‏

الانتقاد/ آراء ـ العدد 1159 ـ 28 نيسان/أبريل 2006‏

2006-10-30