ارشيف من : 2005-2008
الاستقلال الحقيقي
الانتقاد/ نقطة حبر ـ العدد 1137 ـ 25/11/2005
إنها لمفارقة أن يستشهد أربعة شبّان على الحدود عشية الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال. إنها مفارقة فعلاً، ولكن هذه المفارقة في بلد كلبنان لا تنطوي على مضامين غرائبية.
فعدا عن كون اللبنانيين باتوا طيلة السنوات الماضية يحتفلون بعيد الاستقلال على وقع دوي المدافع في الجنوب والبقاع الغربي, فإن كلمة استقلال تحتمل هنا قراءات متعددة, وهي غائمة إلى الحد الذي يستحيل معه أن تجتمع القبائل الطائفية اللبنانية على نظرة واحدة تجاه موضوع بهذه الأهمية والحساسية. وفي لحظة مفصلية قد تختصر المشهد بكامله احتفال أو تظاهرة كتظاهرتي ساحتي 8 آذار و14 آذار الشهيرتين.
المشكلة في الاصطفافات اللبنانية المتحولة والمتبدلة بتبدل الظروف, أنها لا تجد غضاضةً حتى في إعادة البحث في البديهيات الثقافية والسياسية التي لا تنبني أسس أي وطن على وجه الأرض بدونها. فإذا كان موضوع كموضوع الاستقلال محل خلاف وجدل داخلي, وإذا كانت دماء كدماء يوسف علي بركات, ومحمد باقر إبراهيم الموسوي, وعلي بهيج شمس الدين، ووسام البوّاب، لا تحرك مياه هذه البحيرة الراكدة، فمن تراه يحركها.
متى يقرأ اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية في كتاب واحد هو كتاب الوطن، الوطن الذي لا تحضر فيه اعتبارات الطائفة قبل اعتبارات الوحدة الوطنية والحرية والاستقلال.
حسن نعيم
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018