ارشيف من : 2005-2008
أحوال السالكين
الانتقاد/ نور الولاية ـ العدد 1137 ـ 25/11/2005
على السالك ألا يعتبر بمكايد الشيطان في هذا المقام ولا يحتجب بكثرة العلم وغزارته، ولا بقوة البرهان، عن الحق والحقيقة، ويتأخر عن السير في الطلب له، وأن يشمّر الذيل بهمّته، ولا يغفل عن الجدّ في طلب المطلوب الحقيقي حتى ينال المقام الثاني.
وهو أن كل ما أدركه عقله بقوة البرهان والسلوك العلمي يكتبه بقلم العقل على صحيفة قلبه كي يوصل حقيقة ذل العبودية وعزّ الربوبية الى القلب، ويفرغ من القيود والحجب العلمية، ونحن نشير الى ذلك المقام عن قريب ان شاء الله، فإذاً، فنتيجة المقام الثاني هي حصول الايمان بالحقائق.
والمقام الثالث هو مقام الاطمئنان والطمأنينة، وهو في الحقيقة المرتبة الكاملة من الايمان، قال تعالى مخاطباً خليله "أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي"، ولعلنا نشير الى تلك المرتبة أيضاً فيما سيأتي.
المرتبة الرابعة هي مقام المشاهدة، وهو نور الهي وتجلّ رحماني يظهر في سير السالك تبعاً للتجليات الاسمائية والصفاتية، وينوّر جميع قلبه بنور شهودي، ولهذا المقام درجات كثيرة لا تتسع هذه الأوراق لذكرها.
وفي هذا المقام يبرز انموذج من قرب النوافل المعبّر عنه بـ"كنت سمعه وبصره".
ويرى السالك نفسه مستغرقاً في البحر اللامتناهي ومن ورائه بحر عميق في غاية العمق تنكشف له فيه نبذة من أسرار القدر، ولكل من هذه المقامات استدراج يختص به وللسالك فيه هلاك عظيم. ولا بدّ للسالك في جميع هذه المقامات من تخليص نفسه من الانانية، وأن يتخلص من رؤية نفسه وحبّها، فإنه منبع أكثر المفاسد ولا سيما للسالك، وسنشير الى ذلك المطلب ان شاء الله.
من كتاب: الآداب المعنوية للصلاة للإمام الخميني (قده)
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018