ارشيف من : 2005-2008
"النيو إسلام" القاتل
الذين قتلوا المخرج العربي العالمي، ربما لم يكونوا يعرفون أنه نازل في الفندق الذي تم تفجيره.
هذا الكلام ليس للدفاع عن القتلة الذين لم يبقَ على وجه هذه المعمورة من بشر إلاّ وأدانهم وتنكّر لأفعالهم الشريرة. بل يكاد يذهب المرء إلى أنهم الآن يدينون أنفسهم لقتلهم صاحب "الرسالة" و"عمر المختار".
قصارى القول ان هذه العملية الإرهابية لم تكن عملية اغتيال بالمعنى الذي عوّدنا عليه أصحاب هذه الأعمال الإجرامية التي يندى لها جبين الإنسانية. لكن السؤال الأساس هنا: هل عدم المعرفة بوجود العقّاد في الفندق أسوأ من العلم بوجوده؟
نحن لا نطلب من القتلة أن يحصلوا على لائحة بشاغلي الفنادق التي ينوون تفجيرها في الآتي من الأيام، ولكننا نسأل أليس بين من تقتلوهم من هم أبرياء؟ بل أليسوا كلهم أبرياء؟ وبينهم من هو أكثر خدمةً للإسلام الذي تزعمون منكم؟
دماء الناس العاديين الذين لا علاقة لهم بكل ما يدور حولهم مستباحة، فهمنا ـ ولم نتفهم طبعاً ـ ولكن ألا يجب أن تتوقفوا قليلاً عند اغتيال صاحب "الرسالة" وتعيدوا حساباتكم قليلاً، وتسألوا أنفسكم: أية مفارقة هذه التي قادت مصطفى العقّاد ليتواعد مع ابنته في بهو فندق "غراند حياة" بعمان ليلقى حتفه على أيدي "أشاوستكم"؟ أليست هذه "مسيج" إليكم تتضمّن دعوة صريحة إلى الكف عن ترويع وقتل الناس، ليس الأبرياء فحسب، وإنما ناشري الصورة الناصعة للإسلام في الغرب الذي يتصيد عثراتكم ويعممها على أنها هي الإسلام "الإرهابي ـ العنفي" الذي يسفك دماء الأطفال والنساء الأبرياء من المسلمين، ويقول إذا كان هذا دأبكم مع أبناء جلدتكم فكيف إذا كان الأمر يتعلق "بالصليبيين" حسب مصطلحكم.
إلى أين يقودنا هذا "النيو ـ إسلام" الذي ابتدعتموه؟!
حسن نعيم
الانتقاد/ نقطة حبر ـ العدد 1136 ـ 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018