ارشيف من : 2005-2008

نداء القدس

نداء القدس

الانتقاد/نقطة حبر ـ العدد 1133 ـ 28/10/2005‏

"ق. د. س".. ثلاثة حروف تشتق منها القداسة وتتوهج الطهارة لفظاً ومعنى.‏

القدس باب السماء، منها عرج النبي محمد (ص) إلى سماوات الله ورأى ما رأى.. حتى "دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى.. القدس أولى القبلتين, وثالث الحرمين وأرض الأنبياء والمرسلين ومهبط الملائكة، هي عاصمة الوحي والإلهام، هي موطن عيسى وسليمان وداوود، وحكايات مريم وزكريا وابنه يحيى، وحولها كانت الرسالات تترى.. حتى انه لَيروى عن الرسول (ص) أنه قال عن بيت المقدس: "ما فيه من موضع شبر إلا وقد صلّى فيه نبي أو قام فيه ملك".‏

هي التاريخ إن حكى عن الملاحم والحملات من الفراعنة إلى اليبوسيين إلى الكنعانيين إلى الفرس والصليبيين..‏

هي حصننا المعنوي وقلعتنا الروحية التي تسلل إليها سماسرة صهيون تحت جنح الظلام، زاعمين أنها "أورشليمهم القديمة"، وهم لا يعلمون (أو يعلمون وتلك أدهى) أنّ مكانتها منا مكانة القطب من الرحى.‏

القدس اليوم تنادي الرؤساء والملوك وصنّاع القرار في العالمين العربي والإسلامي: أن اخلعوا عنكم لبوس المسكنة والمذلة والعار، وأعلنوا الموقف الصريح الذي لا مواربة فيه، أن القدس لنا.‏

القدس عروس مدائننا ولن نتخلى عنها مهما كانت الأثمان والتضحيات.‏

القدس تنادي وجواب الحكّام: لا جواب.. ظلت القدس تنادي ولا جواب.. إلى أن جاء الإمام الخميني "قدس سره" وانتفض للشرف المهدور على جنبات الأقصى الشريف، معلناً الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس، فكان اليوم الذي نعيش فيه القدس.. كل عام.‏

حسن نعيم‏

2006-10-30