ارشيف من : 2005-2008

مائدة الإمام زين العابدين (ع) في شهر رمضان:تأمين الإفطار لـ(2000) عائلة ومساعدات وكسوة عيد

مائدة الإمام زين العابدين (ع) في شهر رمضان:تأمين الإفطار لـ(2000) عائلة ومساعدات وكسوة عيد

منذ خمس سنوات وبعيداً عن الدعاية والإعلام، انطلق مشروع مائدة الإمام زين العابدين (ع) الرمضانية، الذي نهض بأعبائه شباب حزب الله في منطقة بيروت.. وبمتابعتهم اتسعت المائدة وتنوّعت، وبات يستفيد منها (2000) عائلة محتاجة.‏

المشروع عبارة عن مساعدات عينية وغذائية تُوزع على الفقراء والمحتاجين، وذلك على نحو وجبات إفطار يومية تتضمن مواد غذائية وخضاراً ولحوماً وغيرها.‏

تغطّي مائدة الإمام زين العابدين (ع) معظم مناطق العاصمة، ويشرف على التجهيز والتوزيع فريق عمل كبير من الإخوة والأخوات في تلك المناطق.‏

وفي منطقة حي السلم توجد (500) عائلة مستفيدة من هذا المشروع. يؤكد السيد يوسف شرف الدين المسؤول الاجتماعي في منطقة بيروت، أن "الرقم يزيد كلما اقتربنا من نهاية شهر رمضان". ويضيف: إن مائدة الإمام زين العابدين (ع) مستمرة طيلة شهر رمضان المبارك".‏

ويشرح شرف الدين أقسام المائدة: "هناك حصة تموينية تُعطى مرة في الشهر، وتحوي مواد رئيسة كالزيت والسكر ونحو ذلك، والمهم هو الحصة اليومية أو وجبة الإفطار الكاملة المقدمة الى كل عائلة. وتتألف من مكونات التبولة أو الفتوش، البطاطا، البصل واللحوم، اضافة الى الفواكه والحلويات والخبز اليومي".‏

ولا ينسى السيد شرف الدين ذكر كسوة العيد، فشير الى "أن تحضيرها يبدأ في النصف الثاني من شهر الصوم".‏

أما عن كيفية العمل في المشروع فيوضح: "لاستلام المساعدات من أصحاب المحال التجارية والخيّرين نقوم بزيارتهم، فيقدمون لنا مواد غذائية أو الحلويات، اضافة الى تبرعات أهل الخير.. ومن سوق الخضار في المنطقة".‏

وإلى مركز التجهيز حيث تسارع الأخوات في الهيئة النسائية الى تعبئة المواد في حصص لتنالها العائلات في وقت مبكر.‏

والمواد هنا لا تكون مطبوخة، بل توزعها الأخوات على البيوت لتعد الأمهات الإفطار بأنفسهن.‏

والسبب في ذلك يبيّنه المسؤول الاجتماعي بقوله: "لا نعطي الأكل الى العائلة مطبوخاً، حتى لا يأتي الأولاد من مدارسهم ويجدون طعاماً معداً في الخارج، لذلك تقوم ربّة المنزل بتهيئة الإفطار بغياب أبنائها ليشعر هؤلاء بأن أمهاتهم هن اللواتي أتين بالمواد الأولية وصنعنها بأنفسهن في المنزل".‏

والهدف من كل ما سبق هو بحسب شرف الدين، هو "إراحة العائلات من ثمن الأكل وأعبائه، والأيتام والمستضعفين من كبار السن الذين لا يستطيعون العمل لإعالة أولادهم".‏

وبالانتقال الى مناطق الأوزاعي وبئر حسن والجناح، يبدو أن العمل يسير بالطريقة نفسها، فنحو (500) عائلة يغطيها مشروع الإمام زين العابدين (ع): "نعطي 50 الى 60 عائلة كل يوم نصيبها من وجبات الإفطار". يقول الحاج عصام قطايا المشرف على المائدة: "في اليوم الثاني نعطي الوجبات للعدد ذاته، لكن لعائلات أخرى، حتى يشمل العمل أكبر عدد ممكن من العائلات.. وتكفي الحصة الواحدة ثلاثة أيام".‏

وبالنسبة الى العائلات المعدمة فلها جدول خاص: اذ توزع عليها المساعدات في يوم لتعود اليها في اليوم الثالث الذي يليه، "لأن الحصة مجهزة لتبقى يومين" كما يقول قطايا، متحدثاً عن إدخال اللحوم من دجاج وسمك في المواد وتبعاً للإمكانات المتوافرة. وأحياناً اذا حصل نقص فيها نشتري بأموال العمل الاجتماعي".‏

ويتابع قطايا: "تتم العملية بواسطة استمارات ولوائح تملؤها العائلات، ونتبع مصنفاً منفصلاً (ألف وباء وجيم) وفقاً لنوع وحاجات العائلات".‏

وللهيئات النسائية دور كبير في تجهيز الوجبات، ومن ثم يقصد الإخوان في المناطق الثلاثة العائلات المحتاجة ويسلمونها الحصص اليومية.‏

ويبادر المندوبون في المناطق الثلاثة الى مساعدة أي عائلة مستضعفة فور معرفتهم بحالها.‏

لكن الحاج قطايا يرى ان "بإمكان العائلات الاقتصاد في الحصص لتبقى لديها مدة أطول".‏

ويأتي عيد الفطر مسبوقاً بمساعدات مالية لجميع العائلات المشتركة في مائدة الإمام زين العابدين (ع)، يوصلها المعنيون الى الأهالي قبل يومين من حلول العيد.‏

وتقول مسؤولة الهيئات النسائية في بيروت خديجة سلوم: "فريق الأخوات متطوعات بنسبة 90%، يستلمن المواد العينية ويفرزن الحصص بحسب عدد أفراد العائلة".‏

ولا يتوقف هذا العمل عند شهر رمضان، لكن تؤكد سلوم أننا على اتصال دائم بتلك العائلات أسبوعياً، وخصوصاً المحتاجين منهم، فنستمر بتقديم مساعدات عينية ومادية".‏

وتختم سلوم: "هناك هدية صاحب الزمان (عج) في الخامس عشر من شعبان نهديها للعائلات أيضاً، وكذلك كسوة العيد للجميع".‏

وتُكمل كسوة العيد نصاب "المائدة المباركة"، ليفرح من لا يجد نفسه قادراً على تأمين الإفطار والمال والكسوة في شهر رمضان، ومن بعده لعيد الفطر السعيد.‏

حسن زراقط‏

الانتقاد/ تحقيقات/ العدد 1131 ـ 14 تشرين الاول/اكتوبر 2005‏

2006-10-30