ارشيف من : 2005-2008
بين التثقيف والترفيه
الشاشة الرمضانية زاخرة هذا العام، كما في كل عام، بالأعمال التلفزيونية الدرامية منها وغير الدرامية، وبات بالإمكان الحديث عن خريطة رمضانية يتعقب المشاهد معالمها بين المحطات الأرضية والفضائية بما يشبه المتعة السياحية بين القنوات التلفزيونية.
هذا هو الواقع, ولكن هل هو الواقع المنشود؟
الجواب عن السؤال الإشكالي ليس وعراً إلى الحد الذي تستعصي معه الإجابة على المسؤولين عن الخريطة التلفزيونية المحلية والعربية.
إنهم يعرفون أنهم إزاء هدفين لا ثالث لهما، فإما التثقيف وإما الترفيه، وهم ينحازون في الغالب إلى الخيار الثاني.
وحتى عندما يفكرون في المزج بين الخيارين تأتي التوليفة لمصلحة الترفيه والتسلية بسبب التنافس على استقطاب المشاهدين الذين ينزعون إلى الترفيه والاسترخاء وتناول الهيّن من الأمور.
في الآونة الأخيرة برزت مسألة برامج المسابقات والمنوعات، وحظي بعضها بانتشار واسع, لكنها بقيت في معظمها محاولات فاشلة للمزج بين ما هو معرفي تنويري، وما هو ترفيهي تسلوي، فهذه البرامج لم تتجاوز حد الثقافة التسطيحية التي لا تحقق استفادة ثقافية حقيقية لجمهور المشاهدين.
تبقى الأعمال الدرامية التاريخية والإسلامية, رائدة هذا النوع من المزج، وهي برغم كونها معلماً قديماً على الخارطة الرمضانية، فقد حققت النموذج الأمثل للمزج, وعلى ما يبدو: "غير قديمك ما بيفيدك"...
حسن نعيم
الانتقاد/ نقطة حبر ـ العدد 1131 ـ14 تشرين الاول/ اكتوبر2005
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018