ارشيف من : 2005-2008
مناقشة كتاب "العلاقات الدولية في الإسلام" في المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت
أقامت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ندوة لمناقشة كتاب "العلاقات الدولية في الإسلام"، لمؤلفه الدكتور عدنان السيد حسين، أستاذ الدراسات العليا في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية، بحضور شخصيات ثقافية وسياسية، وذلك في مبنى المستشارية الثقافية في بيروت.
بداية تحدث المستشار الثقافي الجديد سماحة الشيخ الدكتور نجفعلي ميرزائي، فأثنى على إنجاز الدكتور مؤلف الكتاب المتمثل ببنائه نظرية جديدة في التعبير عن مبادئ العلاقات الدولية في الإسلام.
وأشار الشيخ ميرزائي الى ضرورة تحديد مساحة المتغير والثابت في العلاقات الدولية، معتبراً أن ثمة قواعد شرعية إسلامية يمكن تبنيها، مثل قاعدة "لا ضرر ولا إضرار"، أو كما هو وارد في بعض الآيات القرآنية التي لا تضع إلا قانوناً عاماً، ويمكن ان تتغير مصاديقها وتطبيقاتها". "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم"، أو الآيات الأخرى: "إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، "فالله يحكم بينكم يوم القيامة"، "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً"، وآيات غيرها يمكن أن تكون المنطلق لوضع الأسس الجديدة في العلاقات الدولية. أضاف الشيخ ميرزائي: يجب أن نميز بين العلاقة الإسلامية والعلاقات الدولية في الإسلام، وكذلك العلاقة الدولية بين المسلمين، فليست كل أنماط العلاقات الدولية التي طُبقت بين المسلمين هي بالضرورة علاقات دولية في الإسلام. وكذلك يجب الفصل أيضاً بين منهج المسلمين في بناء هذه العلاقات تاريخياً، والمنهج الإسلامي الذي يمكن أن يكون حديثاً اذا صيغت اجتهادات جديدة في هذا المجال.
واعتبر الشيخ ميرزائي ان الكتاب على أهميته، لم يُشر الى التجربة السياسية المهمة في ايران كتجربة دينية استطاعت المزج بين التجارب العصرية مثل البرلمانية والتعددية والانتخابات الديمقراطية الحديثة، والتعامل مع العناوين السياسية العصرية الوضعية المدنية. وبتعبير آخر استطاع الإمام الخميني في تجربته السياسية أن يضع أسساً جديدة للفكر السياسي الديني من ناحية، ولفكرة نظرية العلاقات الدولية في الإسلام، وكذلك لبناء اجتهادات سياسية جديدة في الفقه الإسلامي والشيعي".
بعد ذلك تحدث الدكتور عدنان السيد حسين صاحب الكتاب، فشكر المستشارية الثقافية على عقدها ندوة مناقشة لكتابه، ملاحظاً إقصاء الحضارة الإسلامية في مجال دراسة القانون الى حد بعيد، وإن كانت حاضرة بقوة في الآداب والفلسفة والفنون والطب والفلك والرياضيات وغيرها من العلوم.. ومشيراً الى أن هناك فجوة في هذه الدراسات العلمية والمعرفية بين الماضي والحاضر، وكأن الفكر الإسلامي منقطع عما يجري في عالمنا منذ النهضة الأوروبية الى اليوم.
في الختام جرى النقاش بين المنتدين والحضور. وكان الدكتور رضوان السيد قد بعث بكلمته بعد أن اعتذر عن عدم المشاركة فيها.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018