ارشيف من : 2005-2008

سبيل العروج

سبيل العروج

الانتقاد/ نور الولاية ـ العدد 1130 ـ 7 تشرين الاول/ اوكتوبر 2005‏

من أعلى مراتب الخسران والضرر، الاقتناع بصورة الصلاة وقشرها والحرمان من بركاتها وكمالاتها الباطنية التي توجب السعادات الأبدية، بل انها توجب جوار ربّ العزّة، ومرقاة للعروج الى مقام الوصول بوصل المحبوب المطلق الذي هو غاية آمال الأولياء ومنتهى أمنية أصحاب المعرفة وأرباب القلوب، بل هو قرّة عين سيد الرسل، (ص) ويا لها من حسرة تعجز عقولنا عن ادراكها ولا تدركها الا بعد الخروج من هذه النشأة والورود في المحاسبة الالهية، وما دمنا في حجاب عالم الملك وخدر الطبيعة فإننا لا نقدر أن ندرك شيئاً من ذاك العالم، وانما مددنا أيدينا الى النار من مكان بعيد فأي حسرة وندامة وضرر وخسران أعلى من أن ما هو وسيلة للكمال والسعادة للانسان ودواء للآلام والنقائص القلبية، وهو في الحقيقة الصورة الكمالية الانسانية يصير بحيث بعدما أتعب الانسان نفسه في سبيله أربعين سنة أو خمسين سنة لا يستفيد منه فائدة روحانية، وليس هذا فحسب، بل صار سبباً للكدورات القلبية والحجب الظلمانية، وما كان قرة العين للرسول الأكرم يصير موجباً لضعف بصيرتنا، فواحسرتاه على ما فرّطت في جنب الله.‏

أيها العزيز شمّر ذيل الهمّة وابسط يد الطلب وأصلح حالاتك مهما تتحمل من التعب والمشقة، وحصّل الشرائط الروحية لصلاة أهل المعرفة، واستفد من هذا المعجون الالهي الذي اكتشف بالكشف التام المحمدي لمعالجة الآلام والنقائص النفسانية بأسرها، وارتحل ما دام الوقت باقياً من هذا المنزل المظلم ودار الحسرة والندامة والجب العميق ألا وهو البعد عن الساحة المقدسة الربوبية جلّ وعلا، وتخلص منهما وأوصل نفسك الى معراج الوصال وقرب الكمال، فإن غير الصلاة من الوسائل لمنقطع ان انقطعت هذه الوسيلة "ان قبلت قبل ما سواها وإن ردت ردّ ما سواها". فلعل لأهل الايمان يكون نصيب منها، ولعل هذا يكون موجباً للرحمة الالهية والتوجه الغيبي بالنسبة الى هذا المتوقف عن طريق السعادة والانسانية، والمغلول في سجن الطبيعة والانانية، إنه ولي الفضل والعناية.‏

(*) من كتاب الاربعون حديثاً للامام الخميني (قده)‏

2006-10-30