ارشيف من : 2005-2008
المسجد: قداسته، فضائله، ثوابه، آدابه في القرآن والروايات.
العهد/ ثقافة- 1129- 30 ايلول/ سبتمبر 2005
الشيخ خليل رزق
المسجد في الشرع الإسلامي هو المكان الموقوف على عامة المسلمين للصلاة ونحوها من العبادات.
ويكتسب المسجد أهمية كبرى لكونه مكان العبادة والتقوى والأنس بالله تعالى، وهو محلّ الذكر والدعاء، وبيت الطاعة والتوبة، ومكان جلوس الأنبياء والأوصياء، ومحل اكتساب العلم والمعرفة، وبيت السعادة الدنيوية والأخروية.. وفضلاً عن ذلك فقد وصفته الروايات بكونه روضة من رياض الجنة، وأحبّ البقاع الى الله في الأرض، وحصن المؤمن وكهف المجاهد في سبيل الله، ومنطلقاً للعمل الجهادي والسياسي والاجتماعي.
هذا هو المسجد في الإسلام، وهذا هو البيت الذي أراد الله لنا من خلاله أن نتزود فيه ومنه بالطاعة والتقوى والورع. فليس من الغريب أن نجد الروايات المستفيضة الواردة عن النبي (ص) والأئمة المعصومين (ع)، تنطق بالعديد من أوصاف القداسة والفضيلة، وتبين الثواب والآداب الخاصة بهذا المكان العبادي والجهادي.
ومن أجل بيان بعض هذه الفضائل والآداب والخصوصيات للمسجد في الإسلام، سنحاول في هذه الدراسة أن نسلّط الضوء على بعض ما جاء في الروايات حول هذا المضمون، وذلك من خلال هذا التبويب المختصر.
أولاً: المسجد في كلام الله تعالى
أ ـ اختصاص المساجد بالله وحده: "وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً".
ب ـ بناء المسجد على أساس التقوى: "لَمسجد أُسس على التقوى من أول يوم أحقّ أن تقوم فيه* فيه رجال يحبون ان يتطهروا".
ج ـ شروط عمارة المسجد: "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشَ إلا الله".
د ـ الظالم يمنع ذكر الله في المساجد: "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها..".
هـ ـ هدم مسجد ضرار: رُوي أنّ بني عمرو بن عوف لمّا بنوا مسجد قبا وصلى فيه رسول الله (ص)، حسدتهم إخوتهم بنو غنم بن عوف وقالوا: نبني مسجداً نصلي فيه ولا نحضر جماعة محمد (ص)، فبنوا مسجداً الى جنب مسجد قبا وقالوا لرسول الله (ص) وهو يتجهز الى تبوك: إنّا نحبّ أن تأتينا فتصلّي لنا فيه، فقال: إني على جناح سفر. ولمّا انصرف من تبوك نزلت الآية في قوله تعالى: "والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله .."، فأرسل (ص) من هدم المسجد وأحرقه.
ثانياً: قداسة المسجد:
أ ـ المساجد بيوت الله في الأرض: عن الإمام الصادق (ع) قال: انما أُمر بتعظيم المساجد لأنها بيوت الله في الأرض.
وفي الحديث القدسي: ألا إن بيوتي في الأرض المساجد.
ب ـ خير بقاع الأرض: قال النبي (ص): وخير البقاع المساجد، وأحبكم الى الله أولكم دخولاً وآخركم خروجاً منها.
ج ـ توقير المسجد: عن الإمام علي (ع) قال: من وقّر مسجداً لقي الله يوم يلقاه ضاحكاً مستبشراً، وأعطاه كتابه بيمينه.
د ـ هدية الله لزوار المسجد: عن الإمام الحسين (ع) قال: أهل المسجد زوّار الله، وحق على المزور التُحَفَة لزائره.
ونختصر قداسة وعظمة المسجد في الروايات وما جاء فيها بأن المسجد: سوق الآخرة، رياض الجنة، بيت المؤمن، أحب البلاد الى الله، مجلس المؤمن، بيت التقوى، أنوار الله وبيت المساكين..
ثالثاً: فوائد المسجد وآثارها:
أ ـ دفع العذاب عن أهل الأرض: عن الإمام الباقر (ع) قال: "ان الله اذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال: لولا الذين يتحابون فيّ ويعمرون مساجدي ويستغفرون بالأسحار.. لولاهم لأنزلت عذابي.
ب ـ ضمانة الخصال التالية: قال رسول الله (ص): من أدمن الى المسجد أصاب (إحدى) الخصال الثمانية: 1 ـ آية محكمة 2 ـ فريضة مستعملة 3 ـ سنة قائمة 4 ـ علم مستطرف 5 ـ أخ مستفاد 6 ـ كلمة تدل على هدى، أو ترده عن ردى 7 ـ ترك الذنب حياءً 8 ـ لا يرجع بأقل من إحدى ثلاث..
ج ـ السبق الى الجنة: قال رسول الله (ص): يا أبا ذر، طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة، يحملونها فيسبقون الناس الى الجنة، ألا هم السابقون الى المساجد بالأسحار وغيرها.
د ـ الجواز على الصراط: قال رسول الله (ص): المساجد بيوت المتقين، ومن كانت المساجد بيته ضمن الله له بالروح والراحة والجواز على الصراط.
ومن الفوائد التي ذكرتها الروايات للمسجد ولروّادها:
نزول السكينة والرحمة على أهل المسجد، غبطة أهل القبور لأهل المسجد، انه من علائم الإيمان، طاعة لله ولرسوله، انه تحت ظل العرش، انه مكان طلب الحاجة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018