ارشيف من : 2005-2008

قلعة الإسلام

قلعة الإسلام

العهد/ نقطة حبر- 1129- 30 ايلول/ سبتمبر 2005‏

حسن نعيم‏

الخطوة التي قام بها الرسول الأعظم (ص) غداة وصوله إلى المدينة قادماً من مكة، كانت بناء مسجد المدينة كخطوة أولى في "مشوار" الألف ميل.. خطوة أولى أرادها النبي (ص) حجراً أساساً في بناء صرح المجتمع الإسلامي في المدينة.‏

وهكذا رافق المسجد مسيرة الإسلام منذ بداياته, وشكل الحضن الدافىء لبواكير الحلقات الرسالية التي عقدها المسلمون الأوائل, والدنيا حولهم تعصف بالمؤامرات والدسائس وتزمجر بالوعود والتهديدات.‏

وفي تبيان هذا الدور المحوري للمسجد يقول الإمام الخميني (قده): كان المسجد الحرام والمساجد في زمن الرسول الأكرم (ص) مركزاً للحروب, ومركزاً للقضايا الاجتماعية والسياسية, فلم يقتصر دور مسجد الرسول على المسائل العبادية كالصلاة والصوم, بل كانت المسائل السياسية أكثر من ذلك، وكان الرسول الأعظم (ص) يبدأ من المسجد متى أراد تعبئة الناس وإرسال الجيوش".‏

بعد ذلك اتخذت المساجد أدواراً تربوية وتثقيفية، ففيها عُقدت حلقات التدريس والبحث العلمي والتحصيل، وقد أحصى أبو العباس أحمد بن عقدة أكثر من أربعة آلاف طالب علم كانوا يدرسون في المسجد عند الإمام الصادق (ع).‏

مرّ حين من الدهر غاب إبّانه المسجد عن حيّز الاهتمام والفعل في الساحة الإسلامية، وبات يُنظر إليه كشاهد على زمن مضى، وباتت أهميته تقتصر على الجوانب التراثية والتاريخية.. أما الجوانب الأخرى وأبرزها الجانب العبادي، فقد خفت وهجها، ولم يعد يتردد إلى المساجد إلاّ كبار السن الذين يقتربون من خريف العمر.‏

مع الصحوة الإسلامية التي بزغ فجرها بانتصار الثورة الإسلامية في إيران، استعاد المسجد دوره الريادي، وعاد إليه العز الذي كان.‏

2006-10-30