ارشيف من : 2005-2008
الصلاة النقية البيضاء
الانتقاد/ نور الولاية- 1128- 23 أيلول/ سبتمبر 2005
إن الأحاديث الشريفة لمقام الصلاة أكثر من أن تحتويها هذه الصفحات ونكتفي بذكر بعضها.
منها ما في الوسائل بإسناده الى أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: "من صلّى الصلوات المفروضات في أول وقتها وأقام حدودها رفعها الملك الى السماء بيضاء نقية تقول: حفظك الله كما حفظتني استودعتني ملكاً كريماً. ومن صلاّها بعد وقتها من غير علّة ولم يُقم حدودها، رفعها الملك سوداء مظلمة وهي تهتف به ضيعتني، ضيّعك الله كما ضيعتني، ولا رعاك الله كما لم ترعني".
فإن هذه الرواية تدل على أن ملائكة الله سبحانه ترفع الصلاة الى السماء إمّا بصورة نقيّة بيضاء، وهي ما اذا أتى بها المصلّي في أول وقتها، ولاحظ آدابها، فتدعو له بدعاء الخير، وإما بصورة سوداء مظلمة، وذلك إذا أخّرها من غير عذر عن وقتها، ولم يقم حدودها، فتدعو حينئذ على المصلي.
وهذه الرواية مضافاً الى أنها تدل على الصورة الغيبية الملكوتية تدل على حياتها أيضاً. كما أن البرهان ايضاً قائم على هذا والآيات تدل عليه كقوله تعالى "وإن الدار الآخرة لهي الحيوان". وقد وردت روايات أخرى تدل بمضمونها على ما تضمنته الرواية المذكورة وذكرها يوجب التطويل، فعن الصادق عليه السلام: "اذا دخل المؤمن في قبره كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره والبرّ مظلّ عليه ويتنحى الصبر ناحية، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته قال الصبر للصلاة والزكاة والبرّ: "دونكم صاحبكم فإن عجزتم عنه فأنا دونه".
وهذه الرواية الشريفة رواها في الكافي الشريف بطريقتين، ورواها الشيخ الصدوق رحمه الله في ثواب الاعمال، ودلالتها على وجود الصور الغيبية البرزخية وحياتها وشعورها واضحة، والأحاديث في أن القرآن يتمثل بصورة ملكوتية وكذلك الصلاة كثيرة.
وأما ما ذكرنا من أن للصلاة وسائر العبادات آداباً قلبية سوى هذه الآداب الصورية تكون الصلاة بدونها ناقصة أو غير مقبولة أصلاً في جنابه تعالى، فسيُذكر عند عدِّ الآداب القلبية ان شاء الله.
(*) من كتاب الآداب المعنوية للصلاة
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018