ارشيف من : 2005-2008
آداب باطنية للصلاة
الانتقاد/ نور الولاية ـ العدد 1127 ـ 16 أيلول / سبتمبر 2005
اعلم ان للصلاة غير هذه الصورة لَمعنى، ولها دون هذا الظاهر لَباطناً. وكما أن لظاهرها آداباً يؤدي عدم رعايتها الى بطلان الصلاة الصورية أو نقصانها، فإن لباطنها آداباً قلبية باطنية يلزم من عدم رعايتها بطلان أو نقص في الصلاة المعنوية. كما أنه برعاية تلك الآداب تكون الصلاة ذات روح ملكوتي، والمصلّي بعدما راقب الآداب الباطنية واهتمّ بها يمكن أن يكون له نصيب من السرّ الإلهي المودع في صلاة أهل المعرفة وأصحاب القلوب، والذي هو قرّة عين أرباب السلوك وحقيقة معراج قرب المحبوب. وما ذكرنا من أن للصلاة باطناً وصورة غيبية مضافاً الى أنه موافق لضرب من البرهان ومطابق لمشاهدات أصحاب السلوك والرياضة، تدل عليه آيات وأخبار كثيرة، إما على نحو العموم بحيث تشمل جميع العبادات والأعمال، أو على نحو خاص وفي موارد خاصة. ونحن نذكر بعضاً منها نبارك هذه الأوراق بذكرها:
منها قوله تعالى: "يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً".. فالآية الشريفة تدل على أن كل واحد يرى أعماله خيرها وشرها حاضراً، ويشاهد صورتها الباطنية الغيبية. كما أنه تعالى يقول في الآية الشريفة الأخرى: "ووجدوا ما عملوا حاضراً".. وفي آية ثالثة: "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره"، فهذه الآيات تدل على ان الإنسان يعاين ويشاهد الأعمال نفسها.
(*) من كتاب "الآداب المعنوية للصلاة"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018