ارشيف من : 2005-2008
إسماعيل حاكمي مؤرخ للأدب الإيراني المعاصر
الانتقاد / ثقافة ـ العدد 1118 ـ 15 تموز/ يوليو 2005
أصدرت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان كتاب "الأدب الإيراني المعاصر" لمؤلفه الدكتور إسماعيل حاكمي. ويُعد هذا الكتاب أول إصدار في العالم العربي يتناول تاريخ الأدب الإيراني المعاصر منذ الثورة الدستورية (المشروطة)، حيث كان للأدباء والكتاب والشعراء إسهامات مهمة بلورت العديد من الأحداث. وبأقلامهم "ذات النفحة الثورية وبيانهم الأخّاذ، سطروا الى جانب صوت الطلقة واصطكاك أسنة المقاتلين التحررين، صفحات ذهبية في تاريخ إيران، وأضفوا عليه رونقاً وجمالاً خاصّين". ومن هؤلاء الشعراء: أديب الممالك فراهاني، عارف القزويني، فرّخي وأشرف الدين حسيني ودهخدا.
ويتضح من خلال ما عُرض من سِيَر الشعراء والكتاب والأدباء وترجمات بعض نصوصهم الشعرية والنثرية، أن هؤلاء تركوا بصمات كثيرة على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي كانت سائدة آنذاك. كما أنه يمكن للقارئ بعد مطالعة هذا الكتاب أن يتعرف الى ما بذله الشعراء والأدباء والكتاب الإيرانيون على صعيد تواصل الأدب الإيراني مع الآداب العالمية وتوسعة آفاق هذا التواصل، حيث كان "لمساعي (نيما) والمجددين السائرين على نهجه انعكاسات مؤثرة ومفيدة جداً في تغيير أسلوب الشعر، وابتكار مضامين جديدة حديثة".
يقول مؤلف الكتاب الدكتور إسماعيل حاكمي: "أما قيمة كثير من المنظومات والمنثورات لهذه المرحلة فليس لأحد أن يطعن فيها، علماً بأن تصنيف جميع هذه النتاجات ونقدها بحاجة الى فرص أوفر ووقت أوسع".
الكتاب جاء في 288 صفحة من القطع الكبير، وفي قسمين: القسم الأول تضمن النظم الشعري، والقسم الثاني تضمن النثر. وجرى تقسيم القسم الأول على الشكل التالي:
1 ـ شعراء مرحلة الثورة الدستورية (المشروطة)، أمثال أديب الممالك فراهاني، فرّخي يزدي، محمد تقي ملك الشعراء بهار وههخدا (1878 ـ 1955).
2 - شعراء المرحلة المعاصرة من نيما ومن بعده أمثال: نيما بوشيج، شهريار، منوجهر آتشي، سهراب سبهري.
أما في تقسيم القسم الثاني، فقد عدد المؤلف الكتّاب والأدباء في النثر، أمثال: جمال زاده، جلال آل أحمد وسعيد نفيسي.
يذكر أن المؤلف خلال عرضه سيرة كل أديب أو شاعر، لم يبخل بتقديم نماذج شعرية أو نثرية منتقاة، ولم يساير في نقده أو امتداحه.
يبقى أن هذا الكتاب لم يكن ليبصر النور ولم يكن بإمكان القارئ العربي أن يجول في عوالم الأدب والشعر الإيراني، لولا الترجمة العربية التي تولاها الأستاذ عباس رضوي.. وهو يُشكر على جهوده.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018