ارشيف من : 2005-2008
هموم صيفية
العدد 1117 ـ 8 تموز/يوليو 2005
إذا كان العنوان الأبرز للصيف في بلادنا هو الحر مترافقاً مع انقطاع التيار الكهربائي، فإن مشاريع الصيف غالباً ما تتبخر مع ارتفاع درجة الحرارة. نحن بهذا المعنى شعوب غير صيفية. إننا أقرب إلى الشتاء. يمكنك أن تقرأ في تقاسيم وجوهنا لوحات خريفية، وإن شئت القول إننا شتويون فلا بأس. ففي عيون أطفالنا ـ مساجين الشقق السكنية ـ أمطار الضجر, وفي وجوه نسائنا عواصف لا تلبث أن تولول عند أدنى العقبات.
ونحن كوزاراتنا نقول كثيراً ونفعل...
ترانا مع بداية كل صيف نخطط لمشاريع صيفية وردية ولا تلبث العين البصيرة واليد القصيرة أن تذهب بها أدراج الرياح.
الجمعيات الكشفية والشبابية تحاول فتح ثغرة ما في هذا الجدار، لكن إلى أي مدى استطاعت أن تملأ جعبة الصيف بالثمار.. أمرٌ نتركه للتجربة.
من نافل القول إن إحياء الصيف لا يقتصر على الجانب الترفيهي، فالترفيه الذي لا تلازمه المعرفة وتنمية المدارك والمعارف هو في عصرنا استنزاف للوقت وهدر للجهد في زمنٍ يمكننا فيه القول إن ما لا يتقدم يتأخر.
من هنا لا يمكننا إلا أن نثني على النشاطات التي تقوم بها جمعية القرآن الكريم وجمعية كشافة المهدي (عج) وجمعية "صيف"، لجمعهم ـ في المخيمات الصيفية ـ بين المعرفة والترفيه، الأمر الذي يعود بالفائدة على أجيالنا المتعطشة لكلا الأمرين.
تستحق هذه الجمعيات الشكر والتقدير والدعم، ففي ظل شعار العين البصيرة واليد القصيرة ليس لنا إلاّهم.
حسن نعيم
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018