ارشيف من : 2005-2008
مشاهد علي (ع)
الانتقاد/نقطة حبر ـ العدد 1123 ـ 19 آب/أغسطس 2005
تزدحم الأنوار وتلتقي في شخصية الإمام علي (ع), منذ لحظة المخاض التي ألجأت أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم إلى الكعبة التي شرفها الله فولدته في داخلها, إلى اللحظة التي هوى فيها سيف عبد الرحمن بن ملجم على رأسه الشريف، فغرق فيه حتى النخاع، فما كان منه إلاّ قول صاحب الدهور وصادق الأيام: فزت ورب الكعبة...
لقد اجتمعت لوليد الكعبة وأول هاشمي من أبوين هاشميين, مع ما يعني ذلك من اجتماع لخلاصة الشمائل النبيلة التي اشتهرت بها هذه الأسرة الكريمة، والتي تتمحور حول المروءة والذكاء والشجاعة وآداب الفروسية التي يعدها عباس محمود العقّاد مفتاح هذه الشخصية النبيلة.
أنوار الإمام علي (ع) حزمة ضوء تنبجس من داخله فتنعكس في أقواله وأفعاله وحركته في الحياة، مبيته في فراش النبي (ص) يغتذي من ذلك النور, قتله في معركة بدر نصف المشركين ومساعدته المسلمين في قتل النصف الآخر يغتذي من هذا النور, قتل مرحب وأخيه, وقلعه باب الحصن في غزوة خيبر وتترسه به يغتذي من ذلك النور.
خطبه, مواعظه, حكمه, زهده, عبادته, علمه... كل ما لديه هو من ذلك النور. النور الذي أوقد شعلته في صدره ابن عمه محمد (ص)، وأخذ بيده إلى عالم المعنى فأضاءت للنور في صدره مدائن وحدائق وجبال وأودية وسهوب، وما عاد يرى سواها.
حسن نعيم
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018