ارشيف من : 2005-2008

بين الواقع والخيال

بين الواقع والخيال

تستمد الكثير من الأعمال الروائية أحداثها من تجارب كاتبيها، وتتغذى من تجاربهم الشخصية إلى الحد الذي لا يمكننا معه التمييز بين ما هو حقيقي وما هو متخيل في هذه الأعمال.‏

هذا الأمر الذي يعتبره البعض إدانة مسبقة لهذه الأعمال, هو في حقيقته جوهر العملية الإبداعية.‏

وليس ما قرأناه من أعمال أدبية لغابرييل غارسيا ماركيز وتشولوخوف وبلزاك وغيرهم من أعلام الأدب العالمي، سوى دليل ساطع على نجاح عقد القران بين الواقع والخيال.‏

أما ما يمكن الحديث عنه هنا، فهو كيفية التعامل مع التجارب الشخصية, فتفاصيل التجربة الشخصية ليست مقدسة حتى تُنقل كما هي من صفحات الحياة اليومية إلى صفحات الكتب، ولا بد للخيال من أن يتدخل في صوغ الشكل الكتابي النهائي.‏

ثمة لحظات يعيشها الكاتب ـ الإنسان تشكل وجوهاً مختلفة لحياته, ينبغي كتابتها وكتابة ما يرافقها من أحاسيس ومشاعر ومواقف، لأن هذه اللحظات عبارة عن منعطفات أساسية ومفارق تحولات استثنائية في مشواره الحياتي، ولا يمكن بأي حال التعامل معها باعتبارها هوامش.. إنها محركة لأحداث لاحقة ودافعة لأفعال أو لعدمها.‏

إذا كان تجاوز تلك اللحظات تجاوزاً للشرط الإبداعي, فإن تقديسها هو تجاوز أيضاً للخيال الذي ينسج العلاقات السببية بين الأحداث والوقائع، مشكلاً رؤية الكاتب التي يرغب في نقلها إلى جمهور القراء.‏

حسن نعيم‏

الانتقاد/ نقطة حبر ـ العدد 1119 ـ 22 تموز/يوليو 2005‏

2006-10-30