ارشيف من : 2005-2008
قصيدة الزهراء في مديح آل البيت صلوات الله عليهم
الانتقاد / شعرـ العدد 1120 ـ 29 تموز / يوليو 2005
لمناسبة ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع)
سلامنا من شغاف القلب قد سكبا الى البقيع بماء الطهر قد كتبــــــــا
حيّوا النبي وحيوا آله النجبــــــــــــــا أسمى التحايا لمن فاقوا الورى أدبا
هم أشرف الناس إن أنسابهم ذُكرت تلألأ النور حيّوا الأصل والنسبا
قد لوحتهم لظى الصحراء فاكتسبت زنودهم سمرة والكف ما اكتسبا
بيض السرائر ما اسودّت قلوبهم أو ساء ذكر فكم حق لهم سُلبا
ما نجمة الصبح إلا بعض نورهم ولا الثريا ولا الميزان إلا شهبا
إن عسعس الليل ما اسودّت دساكرهم فنور إيمانهم غطى الثرى لهبا
أنوارهم سطعت في الجو قد لمعت تهدي الأنام ونور الظالمين خبا
فاقت عطاياهم من جاء قبلهم وعلّموا الجود من أعطى ومن وهبا
كم مرّة رفت الأطيار منشدة أنغامها فرحاً في جوّهم طربا
ذرية صاغها الرحمن تكرمة تهمي علينا التقى والزهد والأدبا
من سدرة المنتهى فاضت أشعتهم أنوارهم غطت الآكام والسُهبا
هم خمسة بارك الرحمن طينتهم حتى اصطفاهم وكانوا للعلى سببا
وأذهب الرجس عنهم ثم طهرهم وباهل الناس فيهم عجماً أو عربا
محمد وبتول مع أبي حسن والسبطان، شهيد الطف والمجتبى
أسماؤهم كُتبت في اللوح قد حفظت في كفه حملت للعالمين أبا
تختال كالشعل من خالق جلل تبقى الى الأزل نوراً وما نضبا
طوبى لفاطمة الزهرا مولدها للعالمين ضياء جل من وهبا
بالطهر قد جُبلت، بالخير قد نعمت بالعز قد وُسمت أماً سمت وأبا
يا نعمة الله لو تدري الأنام بما يستوجب الشكر للباري بما وهبا
مثل الصلاة على خير الأنام غدا حب البتول على كل الورى وجبا
الله يفرح إما فاطم فرحت والكون يظلم إن قلب لها غضبا
تالله تلك المزايا لم تكن أبداً إلا لفاطمة الزهراء مكتسبا
يا بضعة من رسول الله عفوكم
إن جاء مثلي على أعتابكم حببا
أمرغ الوجه في تربٍ مباركة
أكحل العين والخدين والهدبا
أشمّ منها نسيمات معطرة
عطر النبوّة أو عطر الإمام صبا
أم الأئمة أنوار مشعشعة
تنير درب الورى نوراً وما غربا
أبوهم حيدر والأم فاطمة
والأرض لولاهم صارت بنا خرجا
المجتبى حسن فاضت مكارمه
زهداً وتقوى وغير العلم ما احتطبا
أما الحسين شهيد الطف ما شربت
ممالك الكون كربا كالذي شربا
وابن الحسين علي طاب مرقده
صوم صلاة سجود للذي وهبا
وباقر العلم لم تنضب مشاربه
علماً ومعرفة زهداً ولا أدبا
وجعفر الصادق المفضال ما عرفت
خزائن الأرض علماً كالذي سكبا
وكاظم الغيظ موسى في مكانته
لم يعرف الحق لا لوماً ولا عتبا
أما الرضي علي نال مرتبة
من خالق الكون مُرضىً وما كذبا
أما الجواد فقد فاضت معارفه
في حلّ صيد وذا من خير ما كتبا
وحاذر القول في الهادي أبي حسن
فكل قول غدا والله محتسبا
والعسكري الذي من بدء مولده
كان التقي، وللآثام مجتنبا
وحجة الله من نهفو لرجعته
ليملأ الأرض عدلاً بعد ما سُلبا
من لي بحيدرة الكرار من رجل
صنو النبي ولكن دونه رتبا
كابن اللبون ترى عرنينه شمخت
لا ظهره ركبت او ضرعه حلبا
فكل منقبة من جامها طفحت
لم يعرف الدون في شيء وما كسبا
وكل مكرمة من إبطه خطرت
وكم منازلة كانت له لعبا
في الحرب يغدو على اسم الله متكلا
يفري صفوفهم، لا يختشي العطبا
كالريح إن عصفت أجسادهم نصفت
اعداؤه قصفت، كالليث ان وثبا
كلامه درر فاضت منابعه
لم يعرف العي والتقصير والجدبا
حكم إذا نطقت بالعدل قد رسمت
درب التقي سلكت والزهد والأدبا
عدل اذا احتكما بالعز قد وسما
فوق الثريا سماء لم يدّخر ذهبا
لله قد سجدَ لم ينحرف أبداً
في الحالكات غدا لله منجذبا
فمثل حيدر للإنسان مفخرة
داس الثريا وقد صارت له كنبا
وتطلب اليوم عطف الرب تكرمه
يوم الحساب فيا سعد الذي طلبا
تلك المنارات في الأصقاع شاهدة
تناطح الريح والأزمان والسحبا
أئمة لو فيافي الأرض تفقدهم
لاهتزت الأرض خوفاً والزمان كبا
وجيه أبو خليل
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018