ارشيف من : 2005-2008

وللمقاومة أدبها

وللمقاومة أدبها

الانتقاد/ نقطة حبر ـ العدد 1120 ـ 29 تموز / يوليو 2005‏

ليست الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح تلك التي خطاها مركز الإمام الخميني الثقافي في إقامته مؤتمراً أدبياً تخصصياً حول الأدب المقاوم، لكنها الخطوة الأبرز في هذا الاتجاه.‏

في ما مضى كان ثمة خطوات خطاها المركز ومن ورائه الوحدة الثقافية المركزية في حزب الله على طريق الأدب المقاوم، صاحبها التوفيق تارةً وجانبها تارةً أخرى، لكنها كانت مجرد خطوات تحاول مواكبة الفعل الحقيقي الذي هو فعل المقاومة.‏

بمعنى أخر كانت الأنشطة الأدبية أقرب إلى الأنشطة العاكسة لفعل كبير لم تكن تطمح بأي حال إلى الارتقاء إلى مقامه الشامخ.‏

مع مؤتمر الأدب المقاوم ـ رؤى وتطلعات ـ كنّا مع فعل تأسيسي لمرحلة جديدة من مراحل المقاومة. مرحلة تشطب ذلك السجال السطحي الذي يذهب مباشرة إلى إجراء عملية تفاضل بين الفعل المقاوم وفعل الكتابة، باعتبار الأول هو الأرفع، والثاني هو الأدنى، أو العكس.‏

صحيح أن هكذا نقاش لم يغب عن مداخلات بعض المؤتمرين والمداخلين، لكن الجو العام كان يميل إلى خلاصة تَجُبُّ الإشكالية القديمة الجديدة باعتبارها أن كتابة المقاومة هي الأخرى فعل مقاومة.‏

على مدى ثلاثة محاور اتسعت مداخلات المشاركين لأسئلة كثيرة عن علاقة الأنواع الأدبية الرئيسية: الشعر, الرواية والقصة القصيرة بالمقاومة. كان في بعض ما إجادة تقارب الإبداع، وفي بعضه مبالغة وربما تبسيط وإطالة غير مبررة.‏

أما المشاركون فكانوا كتّاباً ونقاداً وباحثين من الفلك المحيط بالمقاومة، يدورون في مداراتها وينفعلون بانتصاراتها، فيكتبونها على صفحات قلوبهم قبل صفحات كتبهم. ولعل في هذا ما يطال المؤتمر بسؤال سمعناه يتردد في الأروقة بعيداً عن الجلسات الرئيسية عن سبب غياب وجوه ثقافية بارزة على الساحة المحلية.‏

يبقى أن الزخم الذي انطلق به المؤتمر ومن إشاراته اللمّاحة افتتاحه من قبل رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين، وترؤس رئيس المجلس السياسي سماحة السيد إبراهيم أمين السيد لإحدى جلساته، يَعِدُ ـ هذا الزخم ـ بخطوات أوسع على طريق الأدب المقاوم.‏

حسن نعيم‏

2006-10-30