ارشيف من : 2005-2008
في فضل تلاوة القرآن (*)
الانتقاد / من نور روح الله ـ العدد 1125 ـ 2 أيلول/ سبتمبر 2005
ان من وصايا الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الأمر بتلاوة القرآن، "وعليك بتلاوة القرآن على كل حال"، وإن عقلنا القاصر لا يستوعب فضيلة تلاوة القرآن وحمله وتعلمه والتمسك به وملازمته والتدبر في معانيه وأسراره. وما نقل عن أهل بيت العصمة عليهم السلام في ذلك أكثر من طاقة هذا الكتاب على استيعابه، ونحن نقتصر على ذكر بعضها:
الكافي: بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "القرآن عهد الله الى خلقه، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده، وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية".
وبإسناده عن الزهري قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: "آيات القرآن خزائن، فكلما فتحت خزينة ينبغي لك أن تنظر فيها".
والمستفاد من هذين الحديثين أنه حريّ بقرّاء القرآن التدبر في آياته والتفكر في معانيه، وإن التمعن والتأمل في الآيات الكريمة الإلهية، واستيعاب المعارف والحكم والتوحيد من القرآن العظيم، لا يكون من التفسير بالرأي المنهي عنه الذي يلجأ اليه أصحاب الرأي والأهواء الفاسدة، الذين لا يتمسكون برأي أهل بيت الوحي المخاطبين بالكلام الإلهي، كما ثبت ذلك في محله، ولا داعي للولوج في هذا الموضوع والإسهاب فيه، ويكفينا قوله تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها".
ووردت أحاديث كثيرة تأمرنا بالرجوع الى القرآن والتعمق في آياته. فقد نقل عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر".
وبإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ عشر آيات في ليلة لم يُكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كُتب من الذاكرين، ومن قرأ مئة آية كُتب من القانتين، ومن قرأ مئتي آية كُتب من الخاشعين، ومن قرأ ثلاثمئة آية كُتب من الفائزين، ومن قرأ خمسمئة آية كُتب من المجتهدين، ومن قرأ ألف آية كُتب له قنطار من بر، القنطار خمسة عشر ألف مثقال من ذهب، والمثقال أربعة وعشرون قيراطاً أصغرها مثل جبل أحد، وأكبرها ما بين السماء والأرض".
وجاء في الأحاديث الكثيرة ان قراءة القرآن تتمثل في صورة بهية جميلة تشفع لأهله وقرّائه.
(*) من كتاب "الأربعون حديثاً" للإمام الخميني "قدس سره"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018