ارشيف من : 2005-2008

المسؤولية

المسؤولية

العدد 1114ـ 17 حزيران/يونيو 2005‏

" أشدّ ما يعرّض الإنسان للمهالك هو حبّه لنفسه وللرئاسة, ولكل ما يؤدي إلى حب النفس، فإنه يبلغ بالإنسان مرحلة تجعله يعادي النبي الأكرم (ص) إذا أخذ منه شيئاً، بل ويعادي الله إذا علم أنه سيأخذ منه شيئاً"..‏

هذا الكلام العرفاني العميق هو للإمام الخميني (قده)، نستعيده اليوم في الذكرى السنوية لوفاته التي تتزامن مع موسم الانتخابات النيابية في لبنان والرئاسية في الجمهورية الإسلامية في إيران.‏

نستعيد كلام الإمام لنقرأ في كتاب الإمام رؤيته للتكليف الإلهي الذي ينبغي أن يحمله الإنسان الشريف على عاتقه ويضعه نصب عينيه عندما يتصدى للمسؤولية، أي مسؤولية.‏

كيف ينظر مقتحمو مواقع المسؤولية في بلادنا إلى المسؤولية؟‏

إنهم يعتبرونها تشريفاً..‏

هي تشريف لنفوس جائعة إلى المكانة المرموقة، وهي تبتغي إلى ذلك الوسيلة بأقصر الطرق. وهم لا يعتبرون أنفسهم أمام تكليف بحمل قضايا الناس المستضعفين والفقراء والدفاع عن حقوقهم..‏

ليس ثمة خشية أمام هذا التكليف المخيف بالمعنى الإلهي والإنساني, فإغراء الموقع عند هؤلاء أكبر من كل هذه الترهات الأخلاقية.. أحلام الوجاهة والزعامة تدفع إلى ما يشبه الاستقتال على المقعد النيابي.‏

كأن الرغبة في التزعّم تثير في النفس البشرية أوهاماً وأخيلة ومحاسن وقوى أسطورية تحيل الأرنب الواقف أمام مرآة نفسه أسداً.‏

المفارقة أن الزجاج الذي يقف بين الأرنب الحقيقي والأسد المتخيل سيهشم وجه الاثنين معاً ليغدو الكائن المقابل بلا وجه.‏

حسن نعيم‏

2006-10-30