ارشيف من : 2005-2008

"معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ49"

"معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ49"

الانتقاد/ العهد الثقافي ـ العدد 1140ـ 16/12/2005‏

كتب جديدة، تواقيع لافتة وأنشطة مميزة‏

"معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ49" الذي يعتبر التظاهرة الثقافية الأولى في لبنان، افتتح أبوابه للزوّار اللبنانيين والعرب في ساحة "بيال" بغياب الرئيس الحريري هذه المرة الذي كان يحرص دائماً على افتتاحه.. غير أن معرضاً خاصاً بالحريري أقيم على هامش المعرض تضمن صوراً له وكلمات مكتوبة على منصات، وفيلم فيديو وشاشات كمبيوتر تتابع سيرته الشخصية والسياسية.‏

إضافة الى جناح الحريري ضم المعرض 150 دار نشر لبنانية و35 داراً عربية، الى جانب إشراك أربع دول عربية رسمية ومنظمات عالمية، أبرزها الأجنحة التابعة لمعرض فرانكفورت واليونسكو والأسكوا.‏

تميزت أنشطة هذا العام عن سابقتها بحضور الشاعر محمود درويش الذي اتخذ طابعاً نجومياً، وخصوصاً عند توقيعه كتابه الجديد "كزهر اللوز أو أبعد" في جناح "شركة رياض الريّس". كما تميزت أنشطة المعرض بالمؤتمر الذي نظمته دار الهادي وديوان الكتاب تحت عنوان: "أزمة الكتاب العربي من الحرفة الى المعرفة".‏

وتوقيع كتاب "نون الإناس لون ليان" للزميل نصري الصايغ.‏

الصايغ‏

في جناح "دار النهار" وقع الزميل نصري الصايغ كتابه "نون الإناس لون ليان"، وهو مجموعة قصائد.. ولون ليان هو مجموعة لوحات. النصوص للزميل نصري الصايغ، أما اللوحات فللفنان عادل قديح.. جدّان قررا ان يعودا طفلين مثل حفيدتيهما "إناس" و"ليان".. نصري الصايغ عاد الى طفولته عبر إناس في النص، وعادل عندما قرأ النص رسم عدداً كبيراً من اللوحات.‏

ماذا تقول النصوص؟‏

يقول نصري الصايغ: انها مجموعة نصوص شعرية كتبت دفعة واحدة لحظة ولادة إناس، هذه النصوص جاءت دفعة واحدة شعرت فيها بأنني ولدت من جديد في لحظة ولادة حفيدتين، انها ولادة العجوز، عشق فرحتين، فرحة الحفيدة في جدها وفرحة الجد بحفيدته التي يتعلم منها كيف يقرأ العالم بأصابعها.‏

تعلمت منها كيف أقرأ العالم بحواسها الخمس، فعندما أحبو معها على الأربع أقرأ مثلها العالم بيدي، ثم تدعوني كي أقع معها لأتذوق طعم الأرض ولأقول: ما أجمل العالم!‏

كيف ترى إناس الجد والجدة: "جدي صباح الخير، جدّتي حرير المساء كحبتين في مسبحة ينقلان الصبح الى المساء بفم المساء الى الصباح".‏

وفي مكان آخر يقول الصايغ:‏

"يصرخ جدي‏

تصرخ جدتي أكثر‏

إنهما يحبان بعضهما بصوت مرتفع.."‏

كأن نصري الصايغ يقاوم الموت حين يتوحد بحياة حفيدته.‏

تقول إناس عن موت جدها:‏

جدي أغمض عينيه.. أخذ العالم معه..‏

موت جدي مصباحه الأخير‏

معظم النصوص في هذا السياق الذي يرى فيه نصري الصايغ من خلال تجربته التي يعيشها طفولته الهاربة..‏

حول الجد والجدة تقول إناس:‏

"يسعل جدي وينام"‏

تسهر جدتي‏

تقول إناس:‏

"تحرس جدتي صحة أحلامها وتحفظها لتتلوها عليه وهو يعرفها من زمان".‏

وحول كيفية الوداع والحفيدة في لحظة الأخير:‏

"اسكبي لي نهاراً آخر‏

يحتسيني العمر‏

يضرب العمر‏

يضرب لي موعداً‏

لنرقص معاً سكرة الوداع"‏

يضم الكتاب نصاً عربياً ونصفاً فرنسياً و30 لوحة و C.D، ويتضمن نصوصاً بصوت نصري، نصري نصري الصايغ باللغة الفرنسية، مع مرافقة العود للفنان فهد رياشي. هو عمل مكتمل يصح للقراءة وللاستماع وللنظر وللعرض، فيه لوحة والموسيقى والإلقاء والشكل. وعُرضت اللوحات نهار الخميس الفائت، ويستمر عشرة أيام.‏

"نون الإناس لون ليان" هو تنويع جديد في إصدارات الكاتب الصايغ، إنه يتطرق لمسألة الطفولة من باب غير كلاسيكي، وإنها لنظرة الى عالم الطفولة كما يراها الكبار.‏

حسن نعيم‏

2006-10-30