ارشيف من : 2005-2008

مهرجان "الزيتون الاحمر" للأفلام القصيرة : طهران تحتضن فلسطين

مهرجان  "الزيتون الاحمر" للأفلام القصيرة : طهران تحتضن فلسطين

طهران ـ أميمة محسن عليق‏

"لقد كنت أتابع أخبار فلسطين دائماً، ولكن بعد المشاركة في المسابقة عبر فيلم "أرسم لأجلك" صارت أهمية فلسطين وأهلها أكبر في حياتي، وسأتابع تقديم الافلام لهم".‏

هذا ما قاله المخرج الشاب محمد شمني (19عاما) الحائز الجائزة الثانية في المسابقة السينمائية للافلام القصيرة "الزيتون الاحمر" الذي اختتمت أعماله مؤخراً في المركز الثقافي "بهمن" فتم الاعلان عن النتائج في فئتي الافلام بمدة دقيقة واحدة (انيميشن وقصصية) والأفلام بين دقيقة الى خمس دقائق أيضاً (انيميشن وقصصية) فكانت العناوين اللافتة والجذابة توحي بجمال ومستوى الأعمال: السفير ـ البداية الاخرى ـ نخوة دماء الزيتون ـ ليس للفلسطيني بيت ـ بداية السلام ـ أسود أحمر أبيض ـ بدون تعليق ـ جندي السلام ـ مزرعتي ـ سفير السلام ـ فلسطين ـ امحُ العدو ـ الجدار الفاصل ـ الريح العاتية).‏

تم الاعلان عن المسابقة في بداية شهر رمضان المبارك وذلك للسنة الثانية على التوالي، بالاضافة الى أنشطة متعددة (رسالة الى القدس ـ افضل شعار ليوم القدس ـ العالم بدون الصهيونية...) من قبل المكتب الثقافي الفني التابع لبلدية طهران، ففتحت الباب امام الفنانين الشباب للابداع وللاهتمام اكثر بالقضية الفلسطينية فجاءت النتائج كما كان منتظراً حيث تلقت اللجنة المنظمة 230 فيلما قصيرا انتقل 108 فقط الى المرحلة الثانية من بينها فيلم "جذور الزيتون" للمخرجة اللبنانية حنان الساحلي عن فئة الافلام بين 1 الى خمس دقائق، حيث نال الفيلم لوحة تقدير. اما لجنة الحكام فقد ضمت كلاً من مسعود فراستي ـ جمال شورجة ـ علي اكبر قاضي نظام ـ بهرام عظيمي ـ وكيارش زندي، وهم من الوجوه البارزة سينمائياً في ايران، وكان لوجودهم في لجنة الحكام وخاصة مسعود فراستي وبهرام عظيمي الاثر الايجابي على مستوى المسابقة العالي، وقد تم الاعلان عن فوز 15 فيلما عن كل الفئات.‏

كما وتم على هامش المهرجان تكريم كل من سيف الله داد لاهتمامه بإبراز الهوية الفلسطينية في اعماله، والفنان مسعود شجاعي الطباطبائي المسؤول عن بيت الكاريكاتور، وذلك لتنظيمه واشرافه على المعرض العالمي للكاريكاتور، الذي تضمن مسابقة تحت عنوان "الفلسطيني بدون بيت".‏

كما أكدت ايران من خلال كلمة لمساعد وزير الارشاد خلال المهرجان ان السينما الايرانية سوف تبقى تحمل لواء العدالة والانسانية والدفاع عن حقوق البشر، وخاصة فيما يختص بالقضية الفلسطينية التي تعتبر نفسها المسؤول الاول عنها بالنياية عن العالم الاسلامي. وأكد على توحيد الجهود كي لا ينجح الغرب في محو هذه القضية من التاريخ، وان الاعمال السينمائية هي الكفيلة بحفظ التاريخ. كما ودعا الى ان يكون العمل السينمائي محترفا كي ننتقل من خطاب الداخل الى الخطاب العالمي الذي له شروطه الفنية.‏

وأقيم على هامش المهرجان معرض للكتب التي تعنى بالقضية الفلسطينية والاعمال الفنية والكاريكاتور.‏

ومن اللافت في الجمهورية الاسلامية انتشار المعاهد الفنية بكثرة وفي كل المناطق الايرانية، وللشعب الايراني تعلقه الخاص بالفنون وخاصة السينما، فلا نستغرب اذا ما وجدنا ان الشباب يهتم كثيرا بهذا العالم. فإذا ما عدنا الى الفائزين بالمسابقة نجد انهم وبالرغم من صغر سنهم فهم بالاضافة الى دراستهم الثانوية او الجامعية شاركوا في دورات متعددة في المعاهد المعتبرة في التمثيل والاخراج والمسرح والانيميشين، ونالوا شهادات وخبرة تخولهم النجاح في هذه المسابقات المحلية، وكذلك العالمية.‏

وقد أطلعتنا المخرجة حنان الساحلي في لقاء خاص بالانتقاد انها شاركت بشكل فردي، وان مستوى المشاركين الايرانيين مميز جداً، اما عن الفيلم الذي شاركت فيه فمدته 5 دقائق، وأبطاله اربعة اطفال، وفكرته حول اطفال فلسطين الذين وفي عمرهم الطفولي تخلوا عن العابهم ليدخلوا في اللعبة الكبرى، وعن اختيارها للقضية الفلسطينية في اعمالها الفنية اجابت الساحلي انه لا يمكن تخليد حق فلسطين في التاريخ الا عبر الفن، ولن ننسى ان القائد الخامنئي يؤكد وبشدة ان كل فكرة لن يكتب لها النجاح والخلود الا بالفن. وقد اكدت حنان الساحلي ان اعمالها كافة لن تخرج عن مسير دعم المقاومة والانتفاضة.‏

2006-10-30