ارشيف من : 2005-2008
الذكر وطمأنينة القلب
نور الولاية ـ العدد 1141/ 23 كانون الاول ـ ديسمبر 2005
عندما يشرع القلب في الذكر تكون مدينة وجود الإنسان بأسرها ذاكرة، وأما اذا قال هذا الذكر الشريف بلا سكون في القلب ولا طمأنينة منه، ومع العجلة والاضطراب واختلال الحواس، فلا يكون منه أيّ تأثير في القلب، ولا يتجاوز حدّ اللسان والسمع الحيواني الظاهري الى الباطن والسمع الإنساني، ولا تتحقق حقيقته في الباطن، ولا يصير صورة كمالية للقلب غير ممكنة الزوال، فإن أصابته الأهوال والشدائد وبالخصوص أهوال الموت وسكراته وشدائد نزع الروح الإنساني، ينسى الذكر بالمرّة، وينمحي الذكر الشريف عن صحيفة قلبه، بل اسم الله سبحانه وتعالى واسم الرسول الخاتم والدين الشريف الإسلام، والكتاب المقدس الإلهي والأئمة الهداة، وسائر المعارف التي ما أنهاها الى القلب فينساها كلها. وعند السؤال في القبر يحار جواباً، والتلقين أيضاً لا يفيد حاله، لأنه لا يجد في نفسه من حقيقة الربوبية والرسالة وسائر المعارف أثراً، وما قاله بلقلقة لسانه وما حصلت له صورة في القلب قد انمحى من خاطره، ولم يكن له نصيب من الشهادة بالربوبية والرسالة وسائر المعارف.
وفي الحديث أن طائفة من أمة الرسول الأكرم (ص)، اذا أوردوهم في النار ونظروا الى مالك خازن جهنم، نسوا اسم الرسول (ص) من هيبته، مع أنهم من أهل الإيمان كما هو في ذلك الحديث.
قال المحدث العظيم الشأن المجلسي رحمه الله في "مرآة العقول" في شرح الحديث الشريف "كنت سمعه وبصره" ما حاصله: إن من لم يصرف بصره وسمعه وسائر أعضائه في سبيل إطاعة الحق تعالى لم يكن له بصر وسمع روحاني، وهذا البصر والسمع الملكي الجسماني لا ينتقل الى ذاك العالم، ويكون الإنسان في عالم القبر والقيامة بلا سمع وبلا بصر.. والميزان في السؤال والجواب في القبر لتلك الأعضاء الروحانية.
(*) من كتاب "الآداب المعنوية للصلاة" للإمام الخميني (قده)
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018