ارشيف من : 2005-2008

قلعة "بيال" المسورة بالموت

قلعة "بيال" المسورة بالموت

الانتقاد/ نقطة حبر ـ العدد 1140ـ 16/12/2005‏

معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ49 هل هو نفسه معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ48؟ وهل أن التغير لم يطل سوى عنوانه فتغير رقم الدورة فحسب من 48 إلى 49؟‏

حتى السؤال لا يمكنه أن يحمل المعنى الذي كان يحمله في غيره من الأعوام، فأمور كمكان المعرض ومساحته وعدد الدور المشاركة فيه ودرجة نجومية ضيوفه لم تعد في هذه الأيام العصيبة تخطر على بال.‏

نسأل عن حال المعرض، ونحن نعلم أن ما شهده البلد من التغيرات والتحولات ما بين الـ48 والـ49 أكبر من أن تحتضنه سنة بين أشهرها الإثني عشر, بل بين أيامها وساعاتها...‏

غدا المعرض بين الدورتين برزخاً بين حقبة من الاستقرار الذي شهدته الربوع اللبنانية، وأخرى مثقلة بالوعود والنيات السافرة والمبيتة. في دورة الـ48 كان البلد نائماً على أحلام وأحلام ... أحلام ليست وردية بأي حال، فالورد على خصام مع هذا البلد المنذور للمغامرات والعنتريات والتدخلات... لكنه كان نائماً على أمل أن يصبح بلداً يليق بمواطنيه وكادحيه وفقرائه ومقاوميه الساهرين على جفن الردى. وكان معرض الكتاب نائماً على الكف البحري للمدينة الأم بيروت التي كانت بحدس الأم تدرك أن شيئاً سيحدث.‏

سرت وشوشات من هنا وهناك أن المعرض سيغلق أبوابه هذا العام بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية، لكن المعرض استمر واستمرت معه الوشوشات والتكهنات، هل يمكن أن يغلق المعرض أبوابه ويعود كل ناشر إلى بيته بخسائره غير الجديدة على هذا القطاع الذي يمتهن الخسارة كما يمتهن بيع المعرفة.‏

فيا أبطال الهيجاء, وفرسان النزال والتصريحات والشعارات: قلعة بيال المسورة بالموج هي اليوم مسورة بالموت.‏

حسن نعيم‏

2006-10-30